بين التبسيط في التدوين وتمييع الموضوع... ما الحد الفاصل؟

هذا أمر يزعجني حقاً، لأن البعض ينصح الآخرين بتقصير مواضيعهم وكتابتها بأسلوب سهل يناسب الجميع وأجد مشكلة في مثل هذه النصيحة.

لكي تعطي أي موضوع حقه يفترض أن تطيل، أن تكتب بالتفصيل عن جوانب مختلفة من الموضوع، أنت تستثمر عقلك وأفكارك لكتبت موضوعاً ويفترض بالقارئ أن يستثمر وقته ليقرأ، يزعجني حقاً أن يجعل البعض طول المواضيع عذراً لعدم القراءة حتى أن البعض اخترع حروفاً مختصرة بالإنجليزية تعبر عن عدم قراءة المواضيع لأنها طويلة tl;dr وهي اختصار (Too long, didn't' read).

التبسيط يكون باستخدام الكلمات البسيطة للتعبير عن الأفكار المعقدة، بأن تضرب أمثلة وتشبيهات تقرب الأفكار للناس، بأن تقسم الفكرة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة منطقية يسهل فهمها، بأن تشرح المصطلحات المعقدة إن اضطررت لاستخدامها.

التبسيط لايعني بالضرورة التخلي عن المصطلحات والأمور العلمية الدقيقة ولكن حين تكتب موضوعاً ما حاول أن تصيغه وكأنك تشرح الفكرة لشخص كبير في السن أو مراهق صغير في السن.

في الكتابة بشكل عام من المهم جدا أن تحدد الهدف من مقالك، و تحديد الجمهور الذي سيقرؤه. و تحديد ذلك سيكون له أثر على المحتوى الذي تقدمه واللغة المستخدمة.

فمثلا هل الموضوع في قضية عامة أم متخصصة؟ إذا كان الموضوع عاما فالضابط الذي وضعه الأخ ثمود أجدُه مناسبا: أن تصوغه و كأنك تشرح لشخص كبير أو مراهق صغير السن، محاولا بذلك أن تغطي أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، أما إذا كنت تخاطب شريحة المتخصصين فستأخذ المقالة الطابع العلمي و ستحتاج إلى المصطلحات و الإحالات.

الخلاصة: يحتاج الأمر إلى الاجتهاد في الموازنة بين الجمهور المستهدف و الهدف من الكتابة. و بعد ذلك فإن تجربة الكاتب(المدون) و تقييمه لها و تأملاته حولها مهم جدا لكي يختطَّ لنفسه ما يراه مناسبا.