أعلم تمامًا أن تلك المتلازمة تصيب كل من يعّمل في الأعمال التي تتطلب قدرًا من الإبداع، كل الذين تتطلب أعمالهم مساحة بيضاء ليصّبوا عليها إبداعتهم ومنهم: الكُتاب والمصممون وحتى المصممون المعماريون.
فتتكوّن الفكرة في رأسك فتعّرف ماذا تفعل وأين تفعل ومتى تفعل، ولكن ما أن تقابل الورقة حتى تتوهّ كل فكرة عن الأخرى. فترسّم خطًّا فلا تعّرف ما الذي يكملهٌ، وتكتب كلمة فلا تعّرف ماهي كلمتك التاليّة التي ستكمّل فكرتك. فتضيّع بين متاهات البيّاض.
الذين يعّملون في مجالات كهذه فتكون مصدر رزقهم فهم واقعون -حرفيًا- في كارثة لا تُعّرف نهايتها، تؤدي بمصّدر رزقهم إلى ما لا يعّلمون. فإما أن تجد حلًا بسرعة وإما... حسنًا لا داعي للإسهاب في هذه النقطة.
على أي حالٍ لست من أولئك الأشخاص، فأنا لا أكتب سوى المقّالات التي تعّد بسيطةً مقارنةً بأعمالٍ كبيرة كالكتابة والتصّميم والعِمران. فكتابة المقالات نوعٌ بسيط من أنواع الكتابة قد تنهيها في يومٍ أو يومين، بغضّ النظر عن مراجعة الأخطاء الإملائية. فما الذي سيدّفع شخصًا يكتب المقالات التي لا تتعّدى الـ700 كلمة لطريق تلك المتلازمة، فلم يعّد يقّدر على كتابة ربع مقالة بالصورة التي يريدها. أو حتّى إن كانت ليست بالصورة التي يريدها، فقط مجّرد مقالة كاملة. فما الحل؟
على الهامش: إن مساهماتي الخاصّة بمشاكل بالكتابة، كثيّرة فعلًا. ولكنها ليست إلا مشكلة واحدة، عندما أجد شيئًا يدفعّني للكتابة فأظن أنه الحّل، لا يلبثّ أن يرجع الحلُّ دافنًا نفسه، فأرجع لسابق حالي، بطريقةٍ لا يفهمها عقل. :)
التعليقات