ثالثُ كتبي هو (اعرض عملك الفني!)، صدر منذ عام مضى، احتفظتُ بمفكرة يومية عما كنت أكتبه، لكنه من المؤلم جدا ، و من المحرج أن أشارككم كل ما فيها، لهذا جمعت بعض النقاط مما تعلمته خلال كتابتي له، استناداً إلى سلسلة من التغريدات.
لا تحاول أن تكتب كتاباً وأنت تهتم بمولودك الجديد :
ذلك لأن الإهتمام بمولودك الجديد يأخذ طاقة جسدية ونفسية و روحية ، و انشغالا هائلا منك ، بحيث من الصعب أن تكتب مع كل هذا . على ذكر التشتت الحاصل لتحولنا آباءً كتبت سارة رول كتاباً مهما حول الموضوع ( مئة مقال لم أجد الوقت لكتابتها ) ، الشهرين الأولين قاسيان و شديدا الصعوبة ، لذا فالحل هو أن تكتب رؤوس أقلام في مفكرتك و تدوّن الأفكار بشكل عام .
اكتب خارج المنزل :
اكتب في مكتبك إن وجد ، أو اكتب في مقهى ، أو قم بأخذ قطار إلى وجهة معينة ، لو لم تتمكن من فعل ذلك لظروف ما ، قم على الأقل بتخصيص غرفة في منزلك يكون بابها مقفلا عليك.
لما كنت اكتب آخر كتبي ، كنت أكتب بعض الفصول في العِلية ، و كان الباب مفتوحا . وكنت أرتدي السماعات محاولا منع صراخ طفلي من الوصول إلي ، لكن هذا ما عرفته وقتها : السماعات ليست بديلا للباب المغلق !
توقف عن البحث ، ابدأ الكتابة :
“هناك سحر بغيض يغرينا بالإستمرار في بحوثنا ” يقول دفيد مك-كولوغ ، ستصل لنقطة يتوجب عليك فيها أن تتوقف عن البحث و تبدأ الكتابة ، لمّا بدأت كتابة الكتاب ، اعتقدت أن السبيل الأمثل للمرء في بدء العمل هو أن يقوم بكل البحوث اللازمة قبل ذلك ، ثم بعدها يكتب …لكني لاحقا عرفت لما بدأت بالكتابة أنني اكتشف فعلا ما أنا بحاجة اليه ، و ما لم أكن أعرفه أصلاً.
إضافة من المترجم : الكاتب الياباني العالمي هاروكي موراكامي يقول : “لا يمكنني معرفة أي شيء بشكل دقيق إلا حينما أكتبه ، وقتها أتعرف عليه حقيقةً . ( مقتبس من كتابه عن الركض ).
في غضون كتابة كتابك ، حاول قدر المستطاع ألا تتحدث عنه:
بإعتباري إنسانا إجتماعيا ، و هو أمر حسن ، لكنه كذلك بعد أن أكتب الكتاب و أخرج للعالم و أتحدث عنه ، لكنه أمر غير جيد – أي كوني اجتماعيا – لما أكون في غضون كتابتي له ، لأن هذا العمل يحتاج للعزلة ، هذا إن كنت تريد كتابة جيدة و إبداع فن حقيقي كما هو معلوم .
حاول أن تكون منقطعا عن الاتصالات وقت كتابتك للمسودات:
غالباً ما أقوم بالتفكير بصوت عالٍ، مما يعني أني لا أعي تماماً الأفكار على حقيقتها ما لم أعبّر عنها ، لو عبّرتُ عنها من خلال الحديث ، سأكون أقل قابلية على كتابتها فيما بعد .( هذا المخطط يمكن أن يساعدك ).
ابقَ في عزلتك خارج الاتصالات ، حتى تنهي المسودات –على الأقل –
ولا تحاول تغيير منحنى عملك أو بنيته خلال كتابتك المسودات و كتلخيص ، هذا الكتاب ساعدني جدا : ( أوقات عمل ربّات الإلهام ).
لمّا يكون الكتاب ماتعاً و مفيداً و غير صعب في القراءة، تكون كتابته أصعب ما يكون:
لذلك يحتار العديد من الناس عندما يحكي الكُتاّب عن الأوقات العصيبة و المرّة التي قضوها و هم يكتبون كتبا تظهر جيدة و سهلة و ميسرة للقراء.
زوجتك/ شريكك / صديقك المقرّب، يعانون منك في حالتك المزرية! :
لهذا يجب أن تفعل شيئا جيدا كتعويض على هذا –الإنشغال و ما إليه– و على الأقل أن تتوقف عن الحديث عن كتابة كتابك ، حاول إعطاء مساحة لهم ،حيث تكون هناك أوقات لا تتحدث فيها إطلاقا عن عملك .
لا تشبّه كتابة الكتاب بولادة طفل!:
هناك وجه شبه وحيد في نظري و هو : أن الولادة مثل الكتابة في نقطة هي : أنه لما يخرج العمل –المولود للواقع ينتهي معظم الألم و يبدأ العمل الحقيقي .
لا تبدد تحفزك:
حينما تنتهي من الكتاب ، حاول أن تكتب شيئا آخر في أقرب فرصة تُتاح لك ، لكن لما تكون منهكا فعلا ، و مستنزفاً على الآخر ، حاول الراحة لفترة أو ابتعد قليلا كي يتاح لك العودة بقوة لاحقاً.
تعرّف على ضريبة أن تكون مبدعاً :
حين تكتب كتابا جيدا و يحقّق النجاح ، سيتسائل الناس –دون الحديث عن فترة راحة لك – عن الكتاب القادم ، و لما كنت تعرف ما هي الاهوال التي تجشمتها حتى كتبت الأول بهذه الحودة ، بالاضافة الى أنه لك مخططك الخاص ، لأنك تريد أن تتفوق على نفسك و تكتب بجودة أكبر ، لماذا؟ لأنك لا تريد أن يمر عمرك و أنت ترواح مكانك ، ..سيصبح سؤال –ما هو عملك الجديد ؟ سببا لنوعٍ من الأسى بالنسبة لك. لذلك من الأول : كن واعيا بهذه الفكرة . على الأقل وعيك بها يمكن أن يخفّف عنك.
المقال مترجم بتصرف عن موقع اوستن كليون، الفنان الإبداعي المستقل.
المصدر : موقع مقالة .
التعليقات