المشاعر هي الشيطان الذي يمنعنا من رؤية الأشياء عارية من الانفعال والألوان والحرارة، إنها العماء الذي يورطنا في أكبر خطيئة، خطيئة أن لا نستفيد من تجربة الحياة ما دمنا موجودين. ما تحجبه عنا المشاعر، هو أن العالم يمكن أن يسير بدوننا، حتى بعد اندثارنا، فنحن بالكاد لا شيء، من ثمة تدخلنا في دوائر الحسابات النفسية الضيقة، ولا ننظر إلى العالم إلا بعيني الرضيع، باعتبارنا المركز، باعتبار الأشياء والكائنات كلها في خدمتنا، الحب بهذا المعنى هو أنانية متطورة، هو مرض الاعتقاد الساذج بأن جمجمتنا هي حدود العالم. والتحرر من المشاعر، هو قبول للعالم كما هو، قبول لمصيرنا، للتفاهة المهمة لتجربتنا الوجودية مهما كانت بسيطة وغير ذات أهمية للكوسموس.