في كل عام تنهال المعايدات والأمنيات بعام جديد مليء بالسعادة وتحقيق الأحلام والفرج، والكثير من الناس يبدأون بتدوين الأهداف والخطط لإنجازات جديدة، وأنا من هؤلاء الناس الذين بداية العام تعني لهم الشيء الكثير، فما إن يقترب اليوم الأول حتى أبدأ بكتابة مخططات وأهداف، أكرربعضها كل عام على أمل إنجازها، فأحيانا تكون الظروف غير مواتية لتحقيق أهدافك، بالتالي تحتاج لأكثر من عام، على الإنسان عدم القنوط من رحمة الله، وها نحن نبدأ عاما جديدا، علينا التخطيط ووضع الأهداف وتقسيمها وتنظيمها حتى يكون للحياة طعم وهدف وذائقة أكثر.

هناك طقوس يمارسها الناس على اختلاف معتقداتهم للبداية بهذا العام فمنهم من يبدأها باحتفال ومنهم من يبدأها بصلاة ودعاء ومنهم من تمر عليه كأنها يوم عادي لا يشعر مالفارق بينها وبين غيرها، عندي دعوة وليته كان بإمكاني جعلها هدفا وخطة أحققها "غزة" أن تنام قريرة العين منتصرة وتغلق باب أحزانها، يارب لا أستطيع أكثر من جعلها دعوة أفتتح بها عامي في صلاة مليئة بالدعوات تترأسها غزة .

هناك مشروع كتاب آخر أعتقد أنه سيحتاج أكثر من عام ولكن سأفترض مجازا انتهائه، وهناك عدة كتب على قائمة القراءة وأهداف أخرى، لم أتنازل عن صديقتي ورفيقتي الورقة ولكن التكنولوجيا جعلتني مقصرة في حقها، فأنا سابقا كنت أدون على ورقة استمتع وأنا أكتب عليها بمزيج من خط الرقعة والنسخ أما  اليوم أدون مباشرة على الشاشات الإلكترونية وصرت أنسى أين دفتري، مع أنني لا أنسى فرحتي العارمة حينما أنهيت دفتر كنت أكتب فيه مدوناتي وأفكاري وأهدافي وخططي، لابد لي من العودة إلى دفتر أسجل فيه أفكاري من جديد.

وصفت مجتمعاتنا عادة بالفوضوية والعشوائية والبعد عن التخطيط ووضع الأهداف والسير على خطى السبحانية والبركة، ووصفت الحضارة الغربية بالعملية والسير على أهداف وخطط بعيدا عن القدر والصدفة، لايستطيع الإنسان الناجح الاستغناء عن الاثنين، فغياب التخطيط والعشوائية جعلنا نفقد حضارتنا ونتحول إلى مستهلكين لاهثين وراء الكماليات بغير هدف ولا روية، فقط ركوب مركب الحضارة بقشورها أو من جانب واحد والتغافل عن الجوانب الأخرى، منذ أمد بعيد فقدنا فكرة أن نكون منتجين نسعى للتطور بالفكر والمنتج وتقديم أنفسنا بوجه حضاري متكامل، كذلك السعي وراء الأهداف والتغافل عن البركة والقدر يفقد الحضارة الغربية روحها ويجعلها مثل الماكنات تسير نحو الأهداف بخطى متسارعة بغض النظر عن الظروف والإنسانية وهانحن نرى ما يهل على العالم من فواجع وحروب وكوارث يذهب ضحاياها وكأنهم أرقام لا تأبه بهم الحضارة ولا العالم، لو جمعنا الروح والعمل لنتج عندنا إكسير إنساني رائع، يبعث على الطمأنينة والسلام.

إنني أبحث عن كلمات تبعث على البهجة والأمل والجدية والمسؤولية فنحن ندخل عام جديد يعني نكبر فيها سنة تزيد فيها مسؤولياتنا وأعبائنا ونصبح محاسبين أكثر من أنفسنا قبل غيرنا فعلينا أخذ التخطيط والسير نحو أهداف معينة بجدية فلا وقت لنضيعه أكثر ، وأدعو الله تعالى أن يحمل هذا العام البهجة والسرور والتفاؤل ويجعله عز وجل عاما مليئا بالانجازات والنجاح لنا ولكم قرائي الأعزاء.