مرحباً يا أصدقاء حسوب ويا كُتّابه المبدعون .
قررت اليوم أن أضع بين يديكم تدوينة عشوائية من تدويناتي .. تدوينة كتبتها بتاريخ 31 أغسطس من العام الماضي، سأنقلها لكم كما كتبتها دون تعديل أي حرف أو حركة إملائية، وما أطلبه منكم ببساطة هو أن تمدّوني بملاحظاتكم الثرية وتعديلاتكم على الأخطاء النحوية والإملائية والتعبيرية .
لماذا أنا إنسان ؟
يساورني سؤال داخليّ قد يبدو سخيفاً للبعض .. و قد يبدو مريباً لآخرين .. أتساءل عن مظاهر الإنسانية بداخلنا ، عمّا يجعلني إنساناً مثل بقية الناس من حولي ، ما الذي يجمعنا و يشبهنا ببعضنا ؟
هل أحوال النفس التي تتحكم فينا .. هل سلطة العقل على الحواس .. هل سلوكنا البشري المعتاد ؟
.....
كأن تستيقظ ممتلئاً بالأمل و تعود إلى براثن خيبتك مجدداً .. تجرّ ورائك ذيول البؤس وحيداً إلى سريرك ثم تلعن كل الكائنات من حولك ، و تغرق في ظلام مليء بالأحلام ، أحلام تمدّك بالنور الذي تحتاجه لبدء صباح جديد .
كأن ينضب الشغف الذي بداخلك بعد رمضاء الإنتظار و تظن أنك قد فقدته ، ثم تدبّ فيه الحياة على حين غرة على نحو فريد .
كأن يأتي أمرٌ لم يكن متوقعاً .. كأن يفاجئك خبر لم يكن بالحسبان
كأن تداهمك مشاعر غزيرة من بعد انطفاء مريب دام لأزمنة عديدة .
كأن يتحول الشيء الأهم في حياتك إلى أمر لا يعني شيئاً !
كأن تندم على كلام .. أو تندم على سكوت ..
أن تندم على "لا" أطلقتها .. أو "نعم" نطقت بها
أن تعيش حلم والدك .. و تدفن حلمك تحت التراب
كأن ينقلب الصديق إلى عدو .
و ينقلب الحال إلى حال آخر معاكس تماماً .
كأن تقف خلف النافذة تراقب سطوع الشمس و غروبها مراراً و تكراراً بلا سآمة .
كأن تهطل السماء بعد أشهر عجاف لتغسل معها أحزانك ، لتخلصك من سطوة أفكارك ، لتذكرك بأن قلبك ما زال طفلاً يهوى اللهو تحت المطر .
كأن يحلّ العيد بعد صوم دام طويلاً .. كأن يحل الربيع بعد شتاء قاسٍ .. و تزهر الأشجار بعد موتها
كذلك الفشل الذي ألقى بظلاله عليك كالجاثوم ، ثم شهد انتصارك عليه بعد عناءٍ ما كاد ينتهي !
و هل العناء ينتهي قط؟
اعلم .. أن كل خطوة نختارها في هذه الحياة ما هي إلا موافقة نخطّها على سلسلة من العناء الذي لا خلاص منه .. حتى نصل لا بد أن نشقى قليلاً ، لا بد أن نسهر بضع ليالٍ و نقضي أياماً أُخَر محاولين التهرب من كل شيء و الخلود إلى نومٍ مخمليّ ينسينا همومنا .
و لكن الهروب ليس حلاً دائماً ..
إذا ما قضيت عمرك هارباً ، فلن تتعلم .. لن تتقدم .. لن تعمل .. لن تنجز و العديد من "لن" ستصطف أمامك لتحذيرك من راحة وهمية تبتغيها دائماً .
و لا بد أن أعرج إلى سمات نراها في كثير منا ، و هي امتلاكنا السبل لمواساة الآخرين و عجزنا عن مواساة أنفسنا .
و أن نرى ما يميز غيرنا و نغفل عمّا حبانا به الله من ميزات و مواهب .
أن نطلق أعيننا لمشاهدة نعيم الآخرين و ننسى ما نحن به من نعم .
أن لا نفهم أنفسنا و نصطدم بهذه الحقيقة في نصف الطريق .
كل ذلك ألا يجعل منك إنساناً .. و يجعلني كذلك .
متشابهون و إن اختلفنا كثيراً !