عندمـا استفاقَ العقلُ من غيبوبتِه,وعادَ مُتبصرًا لما حولهُ,عندما أدرك أنَّه طيلة تلك الأيام كانَ يُداري بالألمِ ليتفادى الإصطدام بهِ,فهِمَ أن قصّته مع المعاناة لم تبدأ حتّى الآن.

العائلــةُ التي فقدتْ إحدى أركانها,ملعقةٌ زائدةٌ على منضدةِ المائدةِ,صورةٌ على دفترِ العائلةِ,

غرفةٌ مهجورةٌ في البيتِ أبادتها أغبرةَ الحنينِ,

صوتٌ ذو رنّة و وداعٌ أخيرٌ ذا غصّة.

تُشاهدهم الحياة بصمتٍ ثقيلٍ,ما بوسعِ الحياة أن تقدمَ للّاطمِ شيئًا,لكنَّ اللّاطمَ بمزيدٍ من التذكّرِ يمنحُ لنفسهِ العديد من الصفعاتِ.

كم هو شاقّ على القلب أن يكونَ مجبورًا على العيش بعدما انقطعتْ أسبابهُ!

وانعدمتْ دواعي السرور!

وصارت الحياة عندهُ مضيعة تامّة للوقت!

ولكنّي أقول دائمًا حتى وأنا في حضيضِ الاكتئابِ:أن الله يلقِ السلوات في قلوبِ عبادهِ

لم يخلقْنا ليتركنا بل ليرينا أنّ الدربَ ولو استمرَ حتمًا ذات يومٍ سينتهي

وستنقضي الأعمار 

وتغادرُ الوجوهُ المجالــسَ

ويعودُ الباقي منهم

لغرفةِ الشوقِ

يدور 

ويدور 

حتى يأتي أجلهُ ويرتاحْ.