كانت تقف تحت القمر ليلقِ عليها ضوءه الأخير كانت تشعر بالوداع وساعدت نسمة الهواء التي هبت فجأة على خلق جو مناسباً لذلك الوداع الأخير.

سار القمر دموياً والناس نيام، 

ينزف القمر ،وتصير المياه دماً ،والناس نيام.

سيحل الصباح ولكن ستغيب الشمس حزناً على القمر .

حل الصباح وتلاشت صورة القمر من مخزون ذاكرتها ،كما مُحت من ألبوم صور بصرها ، وكأنه لم يكن في أبهج صوّره أمس أمام عدسة عينيها. 

 تشخص البصر على سطح الماء بعدما تبخرت الدماء كأن لم تكن، تقلب في أرشيف ذاكرة موحش يحمل بين طياتِه صور ومشاعر وذكريات باهتة خالية من الملامح، متناثرة مكسورة الحواف تُنزف من يلتقطها ليشكل مشهداً واضحاً.

تُمعن النظر ،تلتف بحبال المشاعر، تزيح غبار الذكريات ، لعلها تتبين ما يُمكِنُها من التعرف على هذه الصورة العائمة على وجه الماء والشاخصة لها ولكن دون جدوى فقد غاب القمر وهاج الموج ...

ولم يأتِ الحبيب بعد.....