وهل هناك قراءة بصورة خاطئة؟

غادرنا مرحلة الروضة منذ سنوات عديدة، وتمرسنا في القراءة بشكل كبير، فذهبت التأتأة والتهتهة من ألسنتنا، ولم نعد نتلجلج حينما نقرأ أي شيء بلغتنا الأم. بل تجاوز الأمر اللغة الأم، فصرنا نقرأ بلغة ثانية، وربما ثالثة.

فما القصد من القراءة بصورة صحيحة؟

يدخل إلى المكتبة العالمية كل عام، نحو 10,000 عنوان، في الكثير من التخصصات والعلوم المختلفة. حصتك العلمية من هذه الكتب قد تدخل في حدود 50 كتاب، ما بين كتاب علمي في تخصصك، وكتاب في تخصص عام، ورواية تحب قراءتها.

50 كتاب .. أي أنك تقريبًا بحاجة إلى قراءة كتاب واحد في الأسبوع. فإذا كان متوسط الكتاب الواحد 250 صفحة، سيكون مطلوبًا منك أن تقرأ حوالي 50 صفحة في اليوم.

فإذا كانت سرعة قراءتك 150 كلمة في الدقيقة (المتوسط العام) والصفحة تحوي في المتوسط 300 كلمة، فأنت في حاجة إلى دقيقتين لقراءة الصفحة الواحدة. أي بحسبة بسيطة، ستحتاج تقريبًا إلى ساعة ونصف لقراءة 50 صفحة في اليوم (2 دقيقة × 50 صفحة = 100 دقيقة).

من منا يمكنه توفير ساعة ونصف الساعة لقراءة 50 صفحة يوميًا؟ لا أحد ... للأسف، لا أحد.

وهذا القول ليس اعتباطيًا، بل ناتج عن تجربة شخصية، وسؤال أكثر من 20 شخصًا عن معدل قراءته اليومية/الأسبوعية في ظل الظروف المعيشية التي نحياها. فكانت الإجابة من عينة: مشغول – ليس لدي وقت – عملي يأكل كل وقتي – ما يتبقى لي من وقت أقضيه مع أسرتي وأبنائي – الخ.

*فكيف السبيل إلى حل تلك المعضلة؟ *

بالقراءة الصحيحة بالطبع 

القراءة الصحيحة تعني منهجية مختلفة تمامًا عما اعتدت عليه في نمط قراءتك الذي تلقيته من المدرسة في سنوات عمرك الأولى. المدرسة علمتك القراءة، ولكن لم تعلمك القراءة بفعالية وذكاء.

فكيف تكون القراءة الصحيحة؟

يمكنك اتباع المنهجية التالية في اختيار وقراءة أي كتاب من الآن للاستفادة من الوقت بكفاءة وفعالية:

  1. اختر الكتاب الذي يثير اهتمامك فحسب: أي لا تقرأ كتاب لا تشعر بانجذاب حقيقي نحوه. (يُستثنى من ذلك بالطبع الكتب الدراسية :D )
  2. تصفح الكتاب: اقرأ الفقرة أسفل العنوان، المحتوى على ظهر الكتاب، الفهرس، المواضيع التي تثير اهتمامك خاصة، تصفح صور الكتاب والتعليقات على الصور، وبعض الفقرات الجانبية.
  3. تصفح كل فصل قبل قراءته: ابدأ بقراءة سريعة للعناوين الرئيسية والجانبية لكل فصل. كل فصل غالبًا يتكون من 20 – 30 صفحة لا أكثر. مرر عينيك على الصفحات والعناوين سريعًا. هذا سيصنع نوعًا من الألفة بينك وبين الكتاب حينما تبدأ في قراءته الفعلية.
  4. استخدم السبابة: مرر سبابتك على السطر بسرعة معقولة، ثم زد تلك السرعة تدريجيًا حتى تصل إلى مستويات تمكنك من إنهاء الصفحة في زمن أقل من المعتاد بالنسبة لك.
  5. توقف عن القراءة الذهنية: التي تُعد سببًا رئيسيًا في تقليل سرعة القراءة.
  6. اقرأ كلمتين أو ثلاثة في المرة الواحدة: السطر يحوي في الغالب 10 كلمات. إذا قرأت كلمة كلمة، فهذا معناه 10 محطات توقف. أما إذا قرأت كلمتين أو ثلاثة في المرة الواحدة، فهذا معناه من 5 إلى 3 مرات توقف فحسب، وهذا يزيد من سرعة القراءة بالتأكيد.
  7. استخدم البطاقة: لو لديك بطاقة أعمال (بزنس كارد Business Card) لا تحتاجه، قم باستخدامه في القراءة بوضعه أسفل السطر الذي تقرأ، وحدد سرعة نزول البطاقة بناءً على سرعتك المتزايدة في القراءة.
  8. استخدم قلم للملاحظات وقلم فسفوري Highlight: الملاحظات التي توضع في الحواشي وعلى الجوانب من المحتوى، وكذا المعلمة بقلم فسفوري، تساعدك على تذكر محتوى الكتاب إذا أحببت الرجوع إليه مرة أخرى.
  9. لخص الكتاب في ورقة واحدة: حاول كتابة ملخص بيدك عن الكتاب يتحدث عن غرض الكاتب من كتابته، ومضمون الكتاب بشكل عام. هذا سيساعدك في الاستفادة من محتوى الكتاب مرة أخرى بدون الحاجة إلى قراءته.

النصائح السابقة جميعها مجربة .. وهي منهجيتي الآن في القراءة. ستمثل عونًا كبيرًا لك على القراءة. أما إذا كان وقتك لا يسمح بقراءة كتاب كامل، يمكنك الاستعانة بالملخصات المتواجدة على موقع قرأت لك، التي تعطي تلخيصًا وافيًا لأشهر الكتب والروايات.

رابط الموقع: