أنهيت سابقاً قراءة رواية المقامر لديستوفسكي، قراءتها لأجرب أو لأمهد بداية الإطلاع على الأدب الروسي، ولأننا في فصل الخريف أو ربما الشتاء فقراءة رواية من الأدب الروسي تعد خياراً ممتازاً.
الرواية تحكي عن مقامر يعلم بفوزه ويدرك جيداً أنه حين يلعب سيربح.
البطل المقامر واقع في حبٍ غريب فعلاً وممتع بالنسبة للقارئ، حب ممتع حقاً.
هو يعمل كمربي أو معلم لأطفال الجنرال والفتاة الواقع في حبها هي ابنة الجنرال الكبيرة من زوجته المتوفية.
ابنة الجنرال لم تكن تبادله الحب، ولا تعطيه حتى الفرصة ليعبر لها عن حبه، لكنها كانت تتخذه كخادم (كان يستمتع بأن يكون عبدها، ويا سلامٌ عليه عندما يصف ذلك) وصديقاً تفشي له بعضاً من أسرارها.
البطل يظهر كبطلٍ حقاً رغم مذلته في الحب، لكنه يظهر كبطل يعرف الكثير وخاصة في القمار.
من أجمل فترات الرواية هي عند قدوم الجدة للفندق التي تجرى فيه الأحداث وهي التي ينتظرون برقية وفاتها (الجنرال وأصدقاءه) ليرثوا ثروتها لكنها تدمن فجأة لعب الروليت لتخسر كل مالها الذي أحضرته، مما يثير غضبهم.
أحداث الرواية تجري في ألمانيا (لا أتذكر المدينة) رغم أن البطل روسي والجنرال كذلك، أما نهايتها فتجري في فرنسا لتعود مرة أخرى لألمانيا، وينتقل بعدها إلى سويسرا، كل ذلك بسرعة.
ستتعرف كثيراً على المزاج أو طبيعية الشاب الفرنسي والروسي والإنجلزي، ومدى اختلافهم.
نهاية الرواية رهيبة جداً، أعجبتني بشدة، جعلتني متأسف للحال التي وصل إليها البطل وسعيد لسبب ما إن قلته فسأحرق كل شيء.
كإقتباس سأقدم لك هذا المقطع الذي يبرز فيه المقامر حبه لإبنة الجنرال، والذي أعجبني جداً:
إنني لا أرى في أي مكان شيئا سواك، وكل ما عاداك فهو عندي سواء. لماذا أحبك؟ وكيف أحبك؟ لا أدري. قد لا تكونين من الجمال على شيء البتة. هل تتصورين أنني لا أعرف أأنت جميلة أم لا، حتى من ناحية جمال الوجه، أما قلبك فسيء ولا شك، وأما فكرك فمن الجائز جداً أن يكون مجرداً من رفعة ونُبل.
حاولت أن لا أخبرك بكل الأحداث حتى لا أفسد عليك متعة القراءة. هي ليست كبيرة جداً عدد صفحاتها حوالي 250 صفحة، أنهيتها في ثلاثة أيام.
التعليقات