بسم الله الرحمن الرحيم

رواية العثماني ( الحلقة الثانية )

(رواية خياليَّة من تأليف: خالد القحطاني/ الوليد)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

وقال عبد الله للعلماء: هل لدى أحدكم مختبر علمي, أو حتى

ورشة؟

فقال أحد العلماء: إن لدي ثلاثة مختبرات علمية أريد أن ابيعها.

فقال عبدالله: هلّا أعرتنا إياها؟ ثم إذا جائتنا الأرباح فسنعوضك

خيراً إن شاء الله.

فوافق العالِم ... وذهبوا جميعاً لشراء كل مايحتاجونه في

المختبرات, وتواعدوا أن يجتمعوا في أحد المختبرات.

أما عبدالله فذهب إلى وظيفته الجديدة كأستاذ جامعي في إحدى

الجامعات الأمريكية ليدرّس الفلسفة وكانت هذه الجامعة

مستواها أقل من المتوسط.

وبعد شهراً من التدريس في الجامعة قرر عبدالله أن يذهب إلى

العميد ليقترح عليه بعض الاقتراحات. وعندما قابل العميد

رحب به الأخير وجلسا فقال عبدالله: إن لدي اقتراحات قد تنفع

هذه الجامعة.

فقال العميد: هات ماعندك يا عبد الله.

عبدالله: لماذا لا توظف أساتذةً أكثر وتجعل الدراسة في الليل

والنهار..؟ ... ولماذا لا تجعل في الجامعة مضماراّ للخيول

واسطبلات..؟... ولماذا لا تتعامل مع مطعم فاخر ليصنع طعام

الفطور والغداء والعشاء؟

وسكت عبدالله قليلاً ثم قال: هذا ما أردت أن أقوله وعليّ أن

اذهب الآن فلدي محاضرة.

ثم وقف عبدالله وذهب.

وعندما ذهب عبدالله إلى الصف, قالوا له الطلاب: نريد

محاضرات أكثر عن الفلسفة.

فقال عبدالله : وهل لديكم الهمّة لتدرسوا وتكتبوا ما أقوله لكم

بعد وقت الدوام؟

فقالوا الطلاب : نعم نحن مستعدين لذلك.

ثم تواعدوا أن يلتقوا في المغرب في هذا الصف.

وبعد أن صلّى عبدالله صلاة المغرب ذهب ليلقي المحاضرات

الإضافية على طلابه.

وبعد عدة أيام انتشر الخبر بأن هناك طلاب يدرسون عند

استاذهم بعد انتهاء وقت الدوام.

فبدأوا الطلاب يذهبون إلى محاضرات عبدالله الإضافية

ليستمعوا له بعد المغرب, فازدحم الصف بهم, واضطروا إلى

حجز قاعة كبيرة من المغرب, ولكن بعد أيام قليلة ازدحمت

القاعة بالطلاب من تخصصات أخرى ومن الاساتذة حتى لم

يبقى موقع لشخص آخر.

فحجزوا أكبر قاعة في الجامعة. وانتشر خبر محاضرات

عبدالله الاضافية في كل الجامعة فبدأوا الطلاب يحضرون

بأعدادٍ كبيرة حتى امتلئت القاعة بالكامل.

وعندما وصل الأمر لهذا الحد قرر العميد أن يجعل ميكرفون

لعبدالله ليسمعوه كل الجامعة من المغرب لحين إنتهاء عبدالله

من إلقاء محاضراته الإضافية.

وبعد سنة كانت قد امتلئت الجامعة بالطلاب والمدرسين من

جامعات أخرى ليسمعوا محاضرات عبدالله.

وبعد أن تناول عبدالله العشاء في بيته, اتصل عليه الدكتور آش

مبشراً بأنهم استطاعوا أن يحوّلوا الحجر إلى طاقة (100%),

ونجحوا في إعادة الطاقة إلى مادة (100%), ثم حوّلوا الحجر

إلى طاقة (50%) ومادة (50%).

فقال عبدالله: وهل استطعتم تشغيل الاجهزة بالطاقة الجديدة..؟

الدكتور آش: نعم استطعنا والأجهزة تشتغل بكفاءة عالية.

عبدالله : وهل استطعتم أن تجسدوا شيء ما بالحجر الطاقي؟

الدكتور آش: كلا لم نستطع بعد, ولكننا سنحاول.

عبدالله : حسناً أريد منكم أن تجمعوا الطاقة من الطبيعة

لتحويلها إلى حجر طاقي.

الدكتور آش : سنحاول.

دُهش عبدالله من هذا الاختراع الجديد, لكن فايروس كورونا

منعه من أن يتحمّس كثيراً لهذه البشارة.

فقرر عبدالله أن يجمع بعض العلماء المتخصصين في الأدوية

والأعشاب, ليصنعوا له علاجاً جديدا يمكنه أن يعالج من كل

الأمراض وسمّاه عصير العلاج, وكذلك فعل فوافقوا بعض

العلماء على صناعة عصير العلاج وأجّر عبدالله لهم مختبرٌ

جديد يأخذ كل شهر ثلث راتبه.

وبعد أسبوعان إتصل الدكتور آش على عبدالله وأخبره إنهم

استطاعوا التحكم بالكامل بطاقة الحجر الطاقي.وجسّدوا عن

طريقه أشياءً كثيرة, حتى إنهم استطاعوا تجسيد مسدس يمكنه

أن يطلق النار بلا توقف وهذا لأن الحجر الطاقي يمدّه بالطاقة

لتجسيد رصاص جديد, حتى ينتهي الحجر الطاقي ويختفي

بالكامل.

وقال الدكتور آش : الآن يمكنني أن أجيب على سؤالك السابق

فقد ظهر عندنا أن الحجر الطاقي يبقى متصلاً بما يجسده من

جماد حتى ينفد الحجر الطاقي بالكامل، فيختفي ما تمّ تجسيده من الحجر الطاقي مع اختفاء الحجر الطاقي.

عبدالله : أريدكم أن تجعلوا الحجر الطاقي يشكّل درع طاقي

يحيط بالشيء المُراد حمايته كجسم الإنسان والمنازل والمنشآت

والمدن والدول.

وأريده أن يبقى سنة كاملة لهم. كما أريد أن يكون

الحجر الطاقي الذي للإستخدام الفردي أن يكون بحجم فصّ في

خاتم, وأن تجعل لهم خاتماً يحمل الحجر الطاقي كفصّ من

أحجار كريمة.

وبعد أن أغلق عبدالله الهاتف, بدأ يفكر بأنه اصبح يحتاج إلى

سكرتير خاص, واختار صديقه سليمان علي الذي والديه من

أصل تركي, فاتصل عليه وأخبره بأنه يريده أن يصير

سكرتيره الخاص.

فوافق سليمان على الوظيفة. وبعد اسبوع اتصل الدكتور آش

على عبدالله وأخبره إنهم نجحوا في صناعة الدرع الطاقي,

وقال له : إن الدرع الطاقي يمكنه أن يمنع دخول الغازات بكل

أنواعها, ويمكنه أن يمنع النار من إختراق الدرع الطاقي من

دون أن يذوب الدرع أو يصيبه ضرر, كما إنه يتحمّل كل

الأسلحة النارية, فمن المستحيل أن يُصيب صاحب الدرع أي

ضرر من الخارج, وقد سجّلنا براءة الإختراع بإسمك.

وقرر عبدالله أن يجعل سليمان يعلن عن الحجر الطاقي في

مؤتمر صحفي, وأن يُعلن أن من أراد حجز الأحجار الطاقية

فعليه أن يدفع مقدماً.

وبعد أن أعلن سليمان عن الحجر الطاقي بشهر واحد وصلت

ثروة عبدالله إلى (8) تريليون دولار أمريكي. وأمر عبدالله

سليمان أن يبني له برج لشركة العثماني للحجر الطاقي في

نيويورك.

وأخبروا العلماء عبدالله أنهم يريدون أموالاً أكثر. فأرسل إليهم

عبدالله (10) مليار دولار أمريكي لمختبر العلماء الذين

يحاولون صناعة عصير العلاج.

وبعد سنة... كان قد مات بسبب فايروس كورونا (3) مليون

إنسان. فأشتروا الناس الحجر الطاقي ليمنع إنتقال الفايروس

إليهم.

فوصلت ثروة عبدالله إلى (29) تريليون دولار أمريكي. وقد

اشترى عبدالله (100) مصنع كبير في أمريكا والصين لصناعة

الحجر الطاقي. وبسبب نظام الحجوزات, بدأوا التجار الكبار

ببيع خاتم الحجر الطاقي ب(40) ألف دولار أمريكي رغم إنهم

يشترونه ب(4) آلاف دولار أمريكي.

وبسبب سعر خاتم الحجر الطاقي الغالي لدى التجار الكبار لم

يشتريه من عندهم في الغالب إلّا الأغنياء, وهؤلاء الأغنياء

استغلوا الخاتم اسوء إستغلال, ولم يتركوا أي فعل شنيع إلّا

وفعلوه. وانفجرت الأرض بالمتظاهرين في كل مكان على

سطحها, رافضين الأسعار الغالية لخاتم الحجر الطاقي التي

لدى التجار الكبار ورفضوا نظام الحجوزات.

واتصلوا كثير من الدول عل الأمم المتحدة لإيجاد حلّ لهذة

المعضلة, فهم من جانب يريدون الحجر الطاقي, ومن جانب

آخر لا يريدون أن يتشجعوا الناس على الجرائم بسبب إمتلاكهم

الحجر الطاقي.

ووصل الخبر للرئيس الأمريكي جون ماكس بأن بعض الدول

يشتكون للأمم المتحدة من الحجر الطاقي. ولكن لأن الرئيس

الأمريكي رأى أن أمريكا تنتفع بقوة من الحجر الطاقي حيث

حدث بسببه إقبال كبير على الدولار الأمريكي فأصبحت

الولايات المتحدة الأمريكية تصنع الدولار الأمريكي بصورة

مبالغ فيها.

وكان عبدالله لا يصرف الكثير من أمواله وهي معظمها

دولارات أمريكية, فهذا شجع أمريكا على صناعة الدولار

الأمريكي.

فاتصل الرئيس الأمريكي على الأمم المتحدة وانظم إلى باقي

رؤساء الدول, فقال : إن الحجر الطاقي قد تم تجربته ولم يكن هناك

أي سلاح يمكنه أن يكسر الدرع الطاقي, ولا حتى القنبلة

النووية, كما إنه بإمكانه أن يمنع التلوث النووي من إصابة

الناس, حتى وإن كانوا في وسط الانفجار النووي, فهو يسمح

للأكسجين بالدخول ويسمح بخروج ثاني أكسيد الكربون ويمنع

دخول أي غازات ضارة أو أي تلوث. فاندهشوا الرؤساء من

ذلك وقال أحدهم: أيها الرؤساء أين هو الحل؟

فقال الرئيس جون ماكس: إن علينا أن نقنع عبدالله ببناء مصانع

أكثر لصناعة الحجر الطاقي.

فقال أحد الرؤساء: إذا حملوا جميع الناس الحجر الطاقي فلن

نتمكن من السيطرة عليهم.

فقرروا الرؤساء أن تتصل الأمم المتحدة على عبدالله ليتحدث

معهم في هذا المجلس.

فاتصلت الأمم المتحدة على عبدالله ورد عليهم فقالوا : هل أنت

عبدالله العثماني؟

فقال عبدالله : نعم.

الأمم المتحدة: إن عندنا الآن إجتماع مع بعض رؤساء الدول,

ويريدون منك أن تزيد عدد المصانع الخاصة بالحجر الطاقي.

فقال أحد حكّام الخليج العربي: يا عبدالله لقد أثّر علينا إختراعك

تأثيراً كبيراً وهو تأثير سلبي, فنحن دول الخليج.

فتنهّد عبدالله وقال: كان عليكم أن تتوقعوا أن الناس سيحاولون

صناعة وقود صناعي بديلاً عن النفط الذي سينفد لا محالة.

فقال الحاكم الخليجي: وماذا علينا أن نفعل الآن؟

عبدالله : يمكنني أن أبني في كل دولة من دول الخليج, مصنعاً

كبيراً للحجر الطاقي إن شاء الله.

الحاكم الخليجي: وكم سيوظف المصنع؟

عبدالله : حوالي (30) ألف موظف.

الحاكم الخليجي : إن هذا لا يكفي ... لأن النفط سيبقى في مكانه

ولن يشتريه أحد, وبالتالي سنعود إلى الخيول والجمال للتنقل.

عبدالله : أنا لا أريد أن أوعدكم بشيء ليس في يدي. ولكن كان

لدي فكرة أن أنشئ نهر صناعي, ووظفت علماء ليدرسوا هذا

الأمر, وخرجوا بإحتمال إيجابي, وهو إنه بالإمكان إنشاء نهر

صناعي. وقد أنشئوا نهراً صناعي صغير ونجح المشروع.

ويمكننا أن ننشئ نهران صناعيان لدول الخليج, فالنهر الأول

هو نهر مكة والمدينة المنورة, حيث ينبع هذا النهر من البحر

الأحمر في السعودية ويصب في بحر العرب في عُمان,

وسعره (10) تريليون دولار أمريكي.

وهناك مشروع لنهر صناعي آخر في الخليج وهو نهر الإسلام

ينبع من البحر الأحمر في السعودية ويصب في مدينة الرويس

في قطر أي يأخذ النهر دولة قطر من أولها إلى منتهاها وهو

بنفس السعر.

قال الامبراطور الياباني : يا عبدالله إن الحجر الطاقي قد

يتسبب بفوضى كبيرة وقد يتسبب بجرائم كثيرة... فهل لديك

حل لهذا الأمر؟

عبدالله : إن العلماء يعملون الآن على تطوير الحجر الطاقي,

فإن نجحنا في تطويره فسنجعل الحجر الطاقي الحالي الذي

تعرفونه الآن للمدنيين فقط والذي له لوناً اخضر فاتح,

وسيُسمح للشرطة وقوات الأمن أن يشتروا حجر طاقي أقوى

الذي يتميّز بلونه الاخضر القاتم والذي لا يستطيع الحجر

الطاقي المدني أن يكسره حتى لو نجح أحد في تحويل درع

الحجر الطاقي المدني إلى درع هجومي فلن يتمكن من كسر

الدرع الطاقي للحجر الطاقي الاخضر القاتم الذي للشرطة

والأمن, وسيكون بإمكان الحجر الطاقي الاخضر القاتم أن يكسر

درع الحجر الطاقي المدني بكل سهولة, أما الجيوش فيمكنهم

شراء حجر طاقي أكثر قوة ويتميّز بلونه الاصفر.

،،، يتبع ،،،