بسم الله الرحمن الرحيم
رواية العثماني (الحلقة الأولى)
( رواية خيالية من تأليف: خالد القحطاني/ الوليد )
وقف شاب أمام العمارة التي يسكن فيها ينتظر مجيء سيارة التاكسي التي طلبها بالهاتف وكانت السماء تُمطر بغزارة فظل ينظر إلى المطر بإندهاش حتى اسره منظر هطول المطر وسلب قلبه سماع صوت المطر وبدأ يراوده شعور غريب وكأنه خَلْقٍ جديد قد خُلق للتو فأندهش من جمال كل شيء يراه وكل شيء يتذكره وطمح الشاب بأن يحصل على المزيد من الأشياء التي تخطف الأنفاس بغرابتها وجمالها وجاء التاكسي فقرر الشاب أن يلغي كل ما كان يريد أن يفعله الليلة ليفكر على مهل في أحلامه وطلب من التاكسي أن ينزله عند أحد المطاعم الصغيرة ودخل الشاب المطعم وجلس بجانب النافذة وفتح النافذة ليرى ويسمع المطر وبدأ يفكر قائلاً: ماذا لو تحققت لي كل أحلامي؟
فبدأ يفكر فيما قد يستطيع فعله ففكر في كيفية تحقيق أحلامه فوجد إنه يحتاج إلى الكثير من الأموال ففكر في كيفية جمع المال وبدأ يفكر في ذلك خطوة خطوة ويتخيل كل ذلك وشعوره بالحماس يزداد أكثر فأكثر وبعد ان اجتمعت لديه ثروة ضخمة بدأ بتحقيق أحلامه الأكثر صعوبة والتي تتطلب الكثير من الأموال وبدأ في خياله بتحقيق أحلامه حلماً تلو حلم حتى أذّن الفجر في هاتفه فخرج من المطعم عائداً إلى شقته فقال في نفسه: تبدو هذه الأحلام مُتعبة فماذا لو تركتها كمجرد خيال وعشت حياتي بيسر وسهولة؟
ففكر عميقاً ثم قال في نفسه: ماذا لو استطعت حقاً تحقيق كل أحلامي؟
وكان اسم ذلك الشاب عبدالله العثماني وكان ذلك في عام (2019م) وكان قد حصل عبدالله العثماني ذا ال(27) عاما الأمريكي الجنسية للتو على شهادة الدكتوراة في الفلسفة في إحدى الجامعات الأمريكية، وكان عبدالله العثماني ابيض البشرة وشعره اسود وقصير وكان نحيف الجسد وكان مُتوسّط الطول.
في الساعة السادسة مساء اتصل عبدالله العثماني على اساتذته في الجامعة طالباً منهم عناوين العلماء الذين لديهم خبرة في اختراع الاشياء, فأعطوه عناوين بعض العلماء. فاستخار الله أن يتصل على هؤلاء العلماء, ثم اتصل على أول عالم في القائمة فقال له: هل أنت الدكتور آش؟
فقال: نعم أنا الدكتور آش.
عبدالله: أنا الدكتور عبدالله العثماني, وأريد أن اسألك…هل لديك براءات اختراع مسجّلة بإسمك؟..
الدكتور آش: نعم لدي ثلاثة براءات اختراع مسجّلة بإسمي فقط.
عبدالله: أنا لديّ فكرة ولديّ اقتراح, فسأطرح عليك فكرتي فإن شئت أن يكون لك دور في هذه الفكرة فمرحباً بك.
الدكتور آش: حسناً يا عبدالله قل ما لديك ولكن قبل ان تتكلم عن فكرتك أخبرني ما هي جنسيتك؟
عبدالله: أنا امريكي الجنسية لكن أبي من أصل تركي, فقد هاجر من تركيا إلى أمريكا واستقر فيها…والآن هل لديك ماتريد أن تستفسر عنه؟
الدكتور آش:: لا … فأخبرني عن فكرتك.
عبدالله: أنا لديّ اختراع أريد أن اخترعه, ولديّ قائمة بأسماء بعض المخترعين وأنت أولهم, وأريد أن أعطيكم الفكرة التي لديّ, لكن بعد أن توقعوا على أن إذا اخترعتم هذه الفكرة, أن تكون براءة الاختراع بإسمي أنا فقط. بالمقابل أتعهد بأني إذا أنشأت شركة سأقترح عليكم أن تتوظفوا معي براتب شهري مقداره (100,000) دولار أمريكي.
الدكتور آش: أمهلني بعض الوقت لأفكر في الأمر.
ثم أغلق عبدالله الهاتف, وبدأ يتصل على باقي العلماء الذين في القائمة. وقال لهم مثل ما قال للدكتور آش. فوافق البعض ورفض البعض. وبعد يومان اتصل الدكتور آش على عبدالله ووافق على اقتراح عبدالله.
ولقد أجّر عبدالله مختبراً علمي بثمن بخس بسبب قِدم المختبر, وتواعد عبدالله مع العلماء على الإلتقاء في المختبر, وهناك وقعوا على الاتفاقية.
وقال عبدالله للعلماء: إن فكرتي هي أن نحوّل الحجر الطبيعي إلى طاقة (100%),ثم تحوّلوا هذه الطاقة إلى حجر (50%) مادة و (50%) طاقة. ثم أريدكم أن تستخدموا الحجر الطاقي في تشغيل الاجهزة المختلفة. وبالتالي عليكم أن تعدّلوا الاجهزة لتتناسب مع الحجر الطاقي.
كما إني أريد منكم أن تصنعوا من الحجر الطاقي أي شيء,
كصندوق مثلا .. فإن نجحتم في تجسيد الصندوق, فأريد منكم
أن تكتشفوا إذا كان انفصل الصندوق عن الحجر الطاقي أم إنه
موصول به, فهل إذا أُستنفذ الحجر الطاقي فسيختفي
الصندوق؟..
ثم سكت عبدالله قليلاً ثم قال: وهل يمكنكم أن تعطوني عناوين
المخترعين الذين تعرفونهم؟
وبعد ساعة أعطوا العلماء عبدالله قائمة فيها عنواين وارقام
هواتف مئة مخترع.
ثم ذهب عبدالله إلى البيت, وبدأ يفكر في اختراعات جديدة,
وظل يفكر لمدة ثلاث ساعات, حتى ظهرت في باله فكرة,
وهي أن يصنع عالم افتراضي شبيه بعالمنا, وهو ليس بحلم,
حيث يستطيعوا الناس أن يذهبوا أو يدخلو العالم الافتراضي
فتختفي اجسامهم من الواقع وتظهر في العالم الافتراضي. وما
يميّز هذا العالم الافتراضي أن الثانية الواحدة في الواقع هي
بمئة سنة في العالم الافتراضي.
وبعد أن كتب عبدالله فكرته الجديدة ذهب لينام, وفي صباح
اليوم التالي اتصل عبدالله على العلماء الذين في القائمة الجديدة
وحدّثهم بما حدّث به العلماء السابقين, فوافق معظمهم عل عرض عبدالله.
،،، يتبع ،،،
التعليقات