أتذكر قبل انتشار الإنترنت أنني كنت أذهب إلى نادي القراءة الأسبوعي في قصر الثقافة في مدينتي حيث نتناقش حول الكتب والأراء والأفكار المختلفة وبعد انتشار الإنترنت بشكل طبيعي انضممت إلى جروبات القراءة أيضا ولكن دائما ما كنت أفضل أحدهما على الآخر فمثلا أنا أحب أن يكون النقاش موضوعي مثلما نتناقش هنا بحسوب I/O وخاصة مجتمع كتب وراويات كما يتناول العمل الفني بعيدا عن التشبث برأي واحد لأنه كما يقول الكاتب كيث أوتلي في كتاب (كما الأحلام) تتميز جماعات القراءة برحابة الحديث، إذ يحكي الأشخاص عن الكتب التي أثرت في حياتهم وساعدتهم على تغيير مشاعرهم أو فهم أنفسهم، وبعد ذلك يحدث تبادل بين أعضاء المجموعة وكل شخص يضيف ما لم يره الآخرون، ومن ثم يحدث اكتمال في خبرة قراءة الأفراد للكتاب بطريقة لم تكن ستتحقق إذا قرأه كل شخص بمفرده." ولكن مؤخرا أصبحت أغلب نوادي القراءة متحيذة سواء لكاتب معين أو كتاب وأصبح الموضوع صعب للتعبير عن رأيك بوضوح وأجد الغالبية تتملق للكاتب أو لدار النشر طمعا في الحصول على نسخة موقعة أو خصم من دار النشر وخلافه. لذا من خلال رؤيتكم ومتابعتكم لنوادي القراءة ما هي مواصفات نادي الكتاب الذي تحب أن تنضم إليه؟ وهل تجدون فائدة من نوادي القراءة حديثا مقارنة بالماضي؟
ما هي مواصفات نادي الكتاب الذي تحب أن تنضم إليه؟
أنا أحب كثيراً الافكار التي تتميز بكونها خارج الصندوق أو بالعامية (المطرقعة) فأنا مثلاً أحب أن تكون النقاشات تتخذ طابع مميز مثل إذا كنا نعيش رواية لما لا نقوم بتقمص الأدوار الخاصة بالشخصيات والتعايش في داخلها والتحدث من طبيعة الموقف الذي تعيشها كان هذا ليضفي حيوية بلاشك للحديث
أتفق معك في رأيك هذا، لأني عندما أقرأ رواية وتجذبني الشخصيات بشدة أتمنى لو بإمكاني أن أكون أنا هي تلك الشخصية؛أعني قلت أتمنى لأني لا أريد أن اتقمصها فحسب بل أريد أن أصير تلقائيا أنا الشخصية في الأفعال والأقوال،،لأني صراحة لم أجرب مسبقا أن أقتبس شخصياتي المفضلة في الأفعال ولا في الأقوال لأن ذاكرتي ضعيفة في تذكر تماما القولة التي أريد ترديدها. لكن نعم أحببت الفكرة،سيكون من الشيق التحاور على أساس اننا شخصيات الرواية.
كلنا يا عزيزتي لدينا شخصيات في الروايات نريد أن نكون هي ونجسدها، أنا مثلا أريد ان أكون إليزابيث في Pride and Prejudice تارة أو ماجدولين في تحت ظلال الزيزفون مرة وربما تحية في أفراح القبة أو جين ماربل في قصص أجاثا كريستي
@Hind_Emara99 تماما،أنت على صح؛ هناك الكثير من الشخصيات الخيالية أو شخصيات من واقعنا أحرزنا تقدما واختلافا كذلك ونرغب أن نكون هن، لأننا رأينا أنفسنا فيهن ربما،لكن تنقسنا استقلاليتهم وشجاعتهم وألهمننا لنكون أفضل نسخة من انفسنا؛علمننا مالم تعلمه إيانا أمهاتنا أو ما لم نختبره من قبل..ممتنة للكتب والأفلام على تعليمنا مالم نعلمه من قبل والموسيقى و الفن على إلهامنا..
ربما يمكننا أن نكون مثل تلك الشخصيات الرائعة التي أحببناها إذا بدأنا أن نأخذ منهم تلك الأشياء المميزة فيهم وبدأنا في تطبيقها، مثلا تلك الشخصية التي أحببنا دوما كيف أنها تستيقظ كل صباح وهي ترقص على أنغام الموسيقى التي تفضلها، فلماذا لا نفعل ذلك مثلها؟ ليس بالضروري أن نفعل ذلك يوميا ولكن تجربته لمرة واحدة فقط ستكون كفيلة برسم العادة العارمة على وجوهنا، وهكذا يمكننا دائما أن نشعر أو نكون تلك الشخصيات التي وقعنا في حبها.
أظن يا @Hind_Emara99 و يا @Kaouthar23 أننا كنا لنصنع نادي لمناقشة الكتب بطريقة جذابة وكانت ستكون النقاشات غير روتينية على الأطلاق بالأخص إذا أضنا مثلاُ أن يكون من يناقش الكتاب هي الشخصية التي يتقمصها مدير النقاش الذي أختار الكتاب فأنا أتخيل مثلاُ ما إذا كان هناك أحد يتحدث بأسم رفعت أسماعيل في ما وراء الطبيعة ليدير النقاش أو علاء عبد العظيم أو حتى الشخصيات الثانوية في تلك الروايات مثل ماجي أو لوسيفر كان هذا ليمنح النقاش متعة كبيرة أليس كذلك؟
فكرة مختلفة بالفعل لكن هل يمكن تنفيذها من قبل أشخاص عاديين مثلنا ليست لديهم موهبة التمثيل والتقمص لنستطيع تأدية أدوار الشخصيات لتي سنختارها
أعتقد أن الفكرة ليست في التقمص المتكامل ولكن الفهم والغوص في التفاصيل ا @Hind_Emara99 فنحن لن نؤدي فيلم مثلاً بل أننا نمارس لعبة مثل تلك الألعاب التي كنا نلعبها في الطفولة في الشوارع مثل أن تتقمص فتاة دور أم ويتقمص طفل آخر دور أب ويتقمص البقية دور الأبناء .. ليبدؤا يتعايشوا مع تفاصيل العالم الجديد عليهم وهو الأمر نفسه الذي يمكن أن نطبقه مع الكتب.
أذاً هذا @Kaouthar23 أول صديق ينضم لعضوية نادي الكتاب خاصتي (أبتسم وأنا أقول تلك العبارة) ومع طرأ سؤال لا يقل أهمية ما هي أكثر شخصية تتمنى أن تتحدث بأسمها وتتقمصها ولماذا؟
مسرورة بردك هذا.
أكثر شخصية صراحة أريد أن أتحدث باسمها هي سارة سميث من رواية the pursuit" of Happiness " للكاتب Douglas Kennedy؛ هي الرواية التي أقرأها حاليا، الشخصية فتاة ذكية لامعة وكاتبة لاتقهر،أحببت شخصيتها وعزيمتها وحسها الفكاهي كذلك،، احببت كيف وصفت الحب وكيف استقلت بذاتها..علمتني مالم أكن أعلمه،وذكرتني بأشياء يحب علي التقيد بها لذا أريد أن أكون سارة سميث.
التعليقات