جلسنا كعادتنا لنتجاذب أطراف الحديث بينما نتجرع ما كتب لنا من مشروبات كحولية و خمرية فهي تنسينا متاهات الحياة و نكباتها لنا, و لكن على غير العادة فالليلة لدينا ضيف جديد أحضره معه جون , فريثما اكملنا الزجاجة السابعة أخرج من جيبه مادة بيضاء , كنت أعلم تماما ما هي , إنها الهيروين و قد حدث و أن اقتنيت منها و لا اتذكر ما حدث لي وقتها لكنني أعلم يقينا بأن تعاطي لها سيأخذني الى عالم آخر و يفتح لي أبواب داخل عقلي لم أكن أعلم بوجودها , 

صديقنا الجديد جعلني أفكر مرارا و تكرارا أني سبق أن رأيته في مكان ما , حاولت و حاولت و حاولت لكن دون جدوى , ربما ستسنح لي الفرصة فور إطالة الحديث معه بانفراد , و لكن الآن سأترك الأمر كما هو , إذ و أنه بتغير الأحداث و تطوره ستصدمون مثلي ,

يبدو أنه محترف إذ و رغم عدم ظهور أي علامة الإدمان على وجهه غير أن طريقة طعاتيه للمخدر كانت مثالية 

استعمل كل منا جرعة واحدة و منها بدأت القصة كاملة , إذ فقط بمجرد بدأ الحديث لا أعلم كيف انتهى به سياقه الى التكلم عن الجريمة الشنيعة التي حصلت في الحي المجاور إذ بدأ سالم بسرد الأحداث و ووصفها بطريقة مذهلة كما يلي : 

لن تصدقوني عندما اصف لكم شناعة و بشاعة الجريمة , إذ إن الفاعل على ما يبدو لا يمتلك أي ذرة رحمة أو رأفة في قلبه , كانت ليلة هادئة مثل كل ليالي بلدتنا , السكون ساءد و لا وجود لاي ضجيج , 

دق منزل كارل و عائلته من قبل شخص مجهول و بما أن الوقت لا يزال باكرا , كانت تعم على قلوب العائلة الطمأنينة الكاملة , ذهبت الفتاة الصغيرة لفتح الباب بكل براءة , ربما كانت تعتقد أنه أحد اقربائهم و الفرحة تغمرها لأنها تود اللعب مع أطفالهم من من هم في مثل سنها , فتحت الباب لتجد شخص غريب لا تعرفه 

-هل والدك هنا عزيزتي 

-نعم انه هنا ،هل تريدني أن اناديه 

-لا عليك , اردت أن افاجئ الجميع الجميع بقدومي !!.

 أخرج من جيبه مسدس صغيرا مع كاتم صوت ليزرع رصاصتان في رأس الفتاة المسكينة , لتتناثر دمائها في كل مكان , وتسقط جثة هامدة دون أي محاولة بسيطة للمقاومة, فلم يكن لها و لو لحظات لترى شريط حياتها الذي يعتبر قصيرا جدا ذلك لصغر سنها .

و مع سقوطها بلغ حماس الزائر الغير متوقع مستوى هاما يجعله قادر على مواصلة ما قدم للقيام به دون أي تهاون أو تراجع 

ساد الصمت للحظات , و إذ بالام تنادي لابناتها:"صغيرتي ! من بالباب ؟ اسمحي له بالدخول فكل من يدق باب بيتنا هو ضيف و مرحب به في كل وقت "

و تستدير من حينها لتجد شخص يقف أمامها ضخم ...