لحظه. انا ليلى السكندريه عمرى ٢٥ وأعيش بالاسكندريه مطلقه ووحيده أعيش بمفردى فى شقة والدى بعدما توفى فى حادث سياره فور عودتهما من رحلة العمره منذ سنه .قبل أن يعلموا بإنفصالى عن حسين رغم أنهم كانوا يشعران بأن هذا سيحدث بسبب كثرة الخلفات بيننا من أول يوم زواج لكنى لم أصرح لهم برغبتى فى الانفصال.الان أعيش بمفردى دون أطفال وبدون عمل . أستيقظ كل يوم صباحا لاخرج وأتمشى على الكورنيش فى تمام السابعه لأراها تجلس بمفردها على الشاطيء تنظر بتمعن إلى البحر وكأنها تنتظر أحد يعود منه .كل يوم في نفس الموعد أراها تجلس هناك .لا أعلم سبب جلوسها ولكن يسترعا انتباهي جلوسها يومياً دون حراك.فقط تجلس وتنظر .وهى سيده في الخمسين من عمرها تلبس فستان أسود وعليه إيشارب أسود وملامحها يبدوا عليها الأسى والألم.كل يوم أنظر إليها دون أن تنتبه لوجودى حتى جاء هذا اليوم عندما نظرت إليها طويلاً ولحظه نظرت إلى وجهى وكأنها تعرفنى وتعرف نظراتى إليها.وقالت لى فى هدوء كيف أنت اليوم يابنتى .أجبت الحمدلله هل تعرفينى ؟ضحكت وقالت أراك كل يوم وأنت تنظرين إلى دون أن تتكلمى معى فأرادت أن أبداء أنا بالكلام معك وأسأل عن حالك فانت مثلى وحيده .وكيف تعرفين أننى وحيده؟..من نظراتك إلى ونظراتك إلى البحر التى تقول الكثير.يا بنيتى إن العيون تقول الكثير وأنا أستطيع قراءة العيون ومعرفة ما فى الصدور .الدنيا ياابنتى قاسيه على الجميع.ونحن قلوب تعيش وتتألم.ولكن أنت وأنا نحكى للبحر مافى قلوبنا من خلال عيوننا وهو يفهم ما بداخلنا.ولكن ياابنتى أنا سمعت أهات قلبك وشعرت بها لذلك قررت أن أحدثك اليوم حتى تعرفى أنك لست وحدك وأن هناك من يشعر ويتألم لأجلك وأنك لست وحيده .أنا هنا يابنيتى إذا أردت الحديث فتعالى إلى ماما صفيه ستجدينى هنا أجلس واستمع إليك.ثم نظرت إلى البحر من جديد.كلماتها أراحة قلبى وشعرت بسعاده ممزوجة برغبه فى البكاء وكأنى كنت أبحث عنها .ابحث عن شخص يستمع لى ويقراءنى ذهبت وأنا أفكر في كلام ماما صفيه وأشعر بالسعادة .اللحظه التي نظرت إلى فيها وكلمتنى كانت لحظه فارقه فى حياتى القادمة.لحظة معرفة ماما صفيه.أين كنتى أنت ياماما صفيه كم أحتاج لشخص مثلك أتحدث اليه ولكن ياترى من أنت وما هي قصتك لماذا أراك تجلسين وتنظرين إلى البحر كل يوم ! هل هناك سر فى حياتك وتحكينه إلى البحر أم هو ألام وحزن .لا يهم المهم أننى وجدت شخص أتحدث إليه ولو قليلاً شخص يستمع إلى وأستمع اليه ويملأ وحدتى التى أشعر بها. من الغد بإذن الله سوف أذهب إليك يا ماما صفيه وأحكى لك وتحكين لى ونؤنس بعضنا البعض حتى ولو لوقت قصير.ياه .... أتمنى أن يأتى الغد لكي أذهب إليك مره أخرى وأتحدث إليك.أحساس جميل لم أشعر به منذ أن توفي والدى ها أنا أشعر به مجددا.أحساس أن يستمع إلى أحد ويهتم لامري ويعرف ما بداخلى قبل أن أتكلم.لقد بعثك الله لي يا ماما صفيه.بقلم هبه عبد المحسن