"يقولون إن الطبيعة البشرية تخرج أحيانا على القوانين المألوفة، وآفة هذه القوانين أنها لم تُسن لمنع الجريمة أن تقع، ولكن للعقاب عليها بعد وقوعها"
قدم لنا الكاتب شريف بحيري صورة إبداعية مميزة "أرنونا"
أرنونا هي همزة الوصل التي اتخذها الكاتب كي تصبح أيقونة لرمزية فكرته، بل صنع من خلفها سلاحا ألا وهو "القانون"
أن تصنع فكرة هذا أمر سهلا، لكن أن تجعلها تنطق بما يصمت عنه فاهك فهنا سنرى مدى براعتك في تقديمها.
حبكة مزدوجة ورحلة مشبعة بالأحداث، وتراث تاريخي لفظته سطور الرواية، جعلها تسير بعربةٍ الزمن حتى توقفت بنا على حدود التاريخ، و اوقفنا الكاتب على أعاتبه لنرى الماضي يرتدي حُلة من الحبر ويستقيم أمامنا.
#الفكرة
أظهر الكاتب جوهر فكرته بأسلوب دمج بين السيرة الذاتية لواحد من لواءات الحرب وبين حياة كهلٍ شارفت روحه على التحرر، لنتعايش معه ومع ذكرياته التي حملت عبق التاريخ ومغامرة ربطها لنا بعنصر درامي مشوق وأحداث لا تخلو من شعلة البحث والتنقيب.
#الحبكة
حيلة دمجت بين أحداث قصة حملت عدة معاني للقوانين، واخرجت لنا أوراقا سرية من داخل أرشيف التاريخ لنرى، هل سُن القانون للحد من الخطأ أم وسيلة للعقاب؟؟
سؤالا تركه لنا الكاتب بين سطور عمله ليظل مصاحبا لنا حتى نهاية العمل ومهما بحثنا وراء الإجابة سنظل عالقين بين السطور، ونتساءل كيف ومتى يمكن للقانونأن يكون رداءً لنا نتلحف به للحماية وليس للسلب أو العقاب.
معضلة سنستخرج منها الكثير من الأفكار والتي كان منها
" إنه كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية"
وهنا سنرى تلك اللعبة التي تُحيكها بعض القوانين والتي سردها لنا بين أورقة صفحاته ووضع نموذجا سياسيا سريعا أظهر من خلاله لماذا نخالف القانون ما دامت سنونه لا تزال مدببة ويمكنها أن تطعنا في أي وقت!!
وما الذي يجعلنا نتجاوز كل الحدود باسمه. ولماذا نحمله كسلاحِ للطعن وليس للحماية.
ذلك التعريف وتلك القصة سنجدها بين سطور الرواية، وسيدمجنا الكاتب خلال رحلته المشوقة والمملوءة بخزينة معلوماتية بشق درامي مهم اخذها كشاهد على مجزرة القوانين والتي وضعت كمرض توغل داخل عقولنا وجعلنا كالدمى نسير معه كما يشير لنا.
#اللغة
استخدم الكاتب لغة فصحى سرد وحوار وأسلوب سلس وسرد منمق لن تشعر بالملل عند قراءته
"أرنونا"
هي رمز سنراه يعكس الشخصية الرئيسية داخل العمل من حيث شفافية المشاعر والافكار وردود الفعل، ورحلة لن تتوقف عن قيادتها إلا بعد أن تكشف لغزها