أعجبني اسم الرواية منذ الوهلة الأولى، فهو يحمل الكثير من المعنى ويعد بحكايات هذا السوق وبالتأكيد بطولات ذلك الفارس - الذي أثار فضولي من قبل القراءة.
بالتأكيد لم تكن مفاجأة أن اللغة إبداعية مُتقنة تتسم بالبلاغة التي تخدم النص دون ابتذال، أجل أعني ذلك، فأنا لا يروقني استخدام ألفاظًا معقدة وتشبيهات لا يتحملها النص من أجل فرد العضلات اللغوية على القارئ، يعجبني النص السلس الساحر مثل رواية "فارس سوق النخاسة" اللغة في هذه الرواية أتت لتخدم الحكاية ككل. أنا عاشقة للغة العربية لذلك أشعر بالامتنان لقلم الأستاذ مجدي محروس وموهبته الرائعة.
تعود بنا الأحداث لذكرى ثورة ٢٥ يناير حيث كانت الحياة مفعمة بالموت، تقتات الحرية وبجانبها العدالة الاجتماعية على خيرة الأرواح والأنفس، يصل بنا الأستاذ مجدي إلى مدى أعمق من أحداث ثورة ومظاهرات متتالية تأبى التوقف. ذهب بنا الكاتب إلى الناس، إلى الفقر والعوز والرغبات، إلى زلات النفس حين يتحكم هواها، تأمر الرغبات الأبطال فيقع من يقع ويفيق من استيقظ له ضمير. عن الظلم والإحباط لمن اجتهد وبذل ويبذل ولا يصله إلا الفتات في كل شيء عملًا وحبًا ومكانة. عن المال وجبروته في تسعير العرض والفوز بالطلب والشراء - فلا عجب إنها سوق النخاسة. يُحدثنا عن الحب والخيانة، عن ما مر بمصرنا الحبيبة، عن التجارة بالدين، عن لعبة السياسة وتغولها. عن مقاومة الخطيئة، عن الانهيار والضعف البشري رغم الصمود أمام النخاسة!
فارس سوق النخاسة تحمل لنا الحياة، لا ملائكة ولا وعود وردية للطيبين، الدنيا بصعوبتها وقسوتها بابتلائتها جاءت منتصرة على الجميع.
بقلم: نادية الإمام