رواية تنتمي لأدب الجريمة..
سفاح مجهول ينتقل من ضحية إلى التي تليها بمهارة وثبات من لا يخشى شيء، ولا يكتفي بذلك بل يعبث مع الشرطة ولا يسلم منه المحقق ذاته! الرواية ليست اعتيادية، ليس مجرد سفاح مجرم وعدة ضحايا، هناك سر ومفاجأة في الضحية السابعة.
ارفع القبعة للكاتبة على النهاية غير المتوقعة والتي رسمتها بحرفية عالية، وأيضا اختيارها لطائر العنقاء ورمزيته التي خدمت فكرة الرواية.
الشخصيات كأني أراها متجسدة أمامي بكل ملامحهم وانفعالاتهم بخيرهم وشرهم.
اللغة فصحى سرداً وحوارًا، أعجبتني سلاسة اللغة وجمالها
من الاقتباسات التي راقت لي:
"حاولت أن أحتال على قلبي وفشلت أمام دقّاته الجنائزية، حاولت أن أكون ناقمًا عليها وعجزت. يعلن قلبي حزنه وغضبه من قسوتها فهل تَخفَّف من الألم، لا.. بل ازداد حزنًا."
"أشعر كأننا كنا هناك في إحدي الحيوات الأخرى، جمعَنا قدَر نسيناه فالتقينا هنا من جديد، لنتشارك الألم والحيرة والضعف، نتشارك البحث والهروب، نتشارك خيباتنا ونضحك. نتشارك في الغياب وفي الغربة وفي الحضور."
"ترهقه نفسه ليستسلم لها، تجتر له الأحزان واحدًا تلو الآخر والعقل يرفض ويهرب، تزداد نفسه غضبًا وإصرارًا على إيلامه ووجعه حتى تضمن ألا يعود ويرفض طلبها، يخضع العقل فيقيد كل شيء الروح والقلب ويحاول قتل صوت الضمير "
الرواية وضحت من خلال ضحايا السفاح وتوالي جرائمه أن الغدر قد يحدث من أقرب الناس إلينا، ممن ظنناهم سندًا وعونًا.
حتى الحب لم يكن شفيعًا!
انظروا هذا الاقتباس:
"من ينسى غدر الدنيا تدهسه الأيام بلا هوادة، دنيانا تعرف الرحمة مرة وتنكرها مرات، غُضِّي الطرف وتناسَي اُشعري مرة بالحب والأمان وستفاجئك الدنيا بأنيابها مغروزة في قلبك وجسدك تنهش ما يمكن أن تناله فقط؛ لأن الخطأ خطؤكِ، فقط؛ لأنك نسيتِ."
أبدعت الكاتبة في وصف مشاعر الألم والفقد والحزن.
الرواية فيها قيم رائعة بجانب الإثارة والتشويق من خلال سلسلة الجرائم.
بقلم: د. الشيماء الملواني