على الرغم من خبرتي في المداومة على التجريب المستمر في الكتابة الأدبية، وعلى الرغم أيضًا من أنني قد مارستُ كتابة الرواية بشكل فعلي واستطعتُ نشرها في كتاب منشور، فإن التعامل مع التقنيات المختلفة لكتابة الرواية لطالما أرّقني.

وفي هذا الإطار، فقد اهتممتُ طوال الفترة الماضية بالعديد من الكتب والمؤلّفات النقدية في مجال الأدب. وفيما يخص العالم الروائي، فهناك العديد من الكتب التي تعتبر مؤلفات فعّالة في هذا الصدد.

كتاب "تقنيات كتابة الرواية":

أستهدف هنا نقطة معيّنة كانت –ولا تزال- أحد أبرز النقاط فيما يخص الكتابة، حيث أن قطاع كبير جدًا من الكتّاب يهمل الجانب التقني في سبيل الجانب الإبداعي.

أمّا فيما يخص كتاب نانسي كريس؛ "تقنيات فن الرواية – تقنيات وتمارين لابتكار شخصيات ديناميكية ووجهات نظر ناجحة"، أوضحت لي الكاتبة وجهة نظر مغايرة حول الجدل القائم بين الإبداع والاهتمام التقني.

تستعين نانسي باستعراض مجموعة من التقنيات المعروفة، والتي تمتلك من خلالها زمام أهم النقاط في الرواية المعاصرة. من خلال هذه النقاط، تبرز أهم التفاصيل في فصولها باستفاضة، والتي من أبرزها:

  • أنواع الشخصيات ووجهات نظرها.
  • الحوار ولغته.
  • أدوات الكاتب لإبراز السمات الشخصية.
  • عالم الرواية.
  • العاطفة وأدواتها.

ويتم ذلك من خلال شرح نقدي دلالي بالعديد من الأمثلة من روايات مختلفة، معاصرة وكلاسيكية، بالإضافة إلى تمارين تطبيقية في نهاية كل فصل على الجزئية التي شرحتها.

من هذه النقطة أشارت نانسي على مدار صفحات الكتاب إلى أن الجانب التقني له الأولوية في المقام الأول، وأن الجانب الإبداعي في الكتابة عمومًا، وفي فن الرواية بالتحديد، لا يتأثر كما يشير البعض بالعناية التقنية في الكتابة.

يرى العديد من الكتّاب أن السير على مجموعة شروط هو أمر منافٍ للعملية الإبداعية. لكن في طيّات كتاب تقني بحت مثل هذا، نجد وجهة نظر مختلفة، توجّهنا ككتّاب إلى أن الكتابة هي تطويع الأدوات التقنية في سبيل الإبداع، وتعلمنا أن التحرّر منها ليس إلّا مجرّد فلس يتم تسويقه كنوع من التحرّر الفنّي.

في رأيكم، متى يمكن أن يتعارض التزام الكاتب بالقواعد التقنية في الكتابة مع الإبداع؟ وكيف ينجح في تطويع هذه التقنيات لمنتجه الإبداعي؟