بلا شك تأتينا ككتاب روائيين أحداث خيالية وشخصيات لا تمت بصلة لأجل كتابة حياتها، ولأجل إيصال افكار عميقة للقارئ، بغض النظر عن وجود هذه الشخصيات في حياتنا..
لكن ماذا لو أخذت شخصية حقيقية، وبنيت عليها أحداث من وحي خيالي، هل لهذا شرعية أخلاقية وقانونية؟
هذا ما سمعته في إحدى حلقات بودكاست حول كاتب إنجليزي يدعى ايلين بينيت أخذ شخصية الملكة "إليزابيث الثانية" ليبنى احداث خيالية تدور حولها، إذ في إحدى المرات حبست نفسها في مكتبتها وانهالت بشراهة على الكتب الأدبية لدرجة أنها أهملت واجباتها الملكية، وينقلب القصر الملكي والبرتوكول السامي، ويشعر الأمير فيليب بالقلق لما تفعله الملكة، يناقش الكاتب حياة الملكة التي لا وقت حر لديها، ولا حياة تملكها، فوقتها وحياتها ملك للشعب وللجميع، وعلى هذا الأساس يجب أن تلغى عواطفها، هل هي أنانية إذا ما حاولت الاختلاء بنفسها لأجل القراءة فقط؟
ألا يعتبر هذا مشكلا أمام الكاتب الروائي في الحبكة الأدبية لشخصية حقيقية؟
أتذكر قبل سنة حين قمنا بمشاركة نقاش حول مسلسل طرح أحداث تاريخية وشخصيات قديمة وتم منع عرضه لأنه يمس بالتاريخ وتلك الشخصيات، ماذا عن طرح رواية بشخصية خيالية؟ ألن يكون هذا عربيا شيئا منتقدا للكاتب؟ كأن آخذ شخصية رئيس عربي وأبدأ بنسج أحداث خيالية حوله؟
أم ان المسألة عادية؟ وقد فعلها أيضا توفيق الحكيم حين طرح مسرحية أهل الكهف، وأخذ شخصيات تاريخية وبنى حولهم أحداث خيالية، وقد لاقت نجاحا كبيرا..
لهذا أطرح عليكم هذا التساؤل: كيف تظهر لكم مسألة بناء أحداث خيالية حول شخصيات حقيقة، ميتة أو حية كانت؟
التعليقات