هل جربت ان تكون قنوعا؟

المعطف،

لـ نيكولاي غوغل،

-الوصف الدقيق لكل مشهد ولكل شخصيه والتفاته في الرواية حتى تشعر وكأنك تعيش كل موقف،، كما انه يشرح ملابسات الموقف بدقه ويفسر كل كلمه بعمق ليكشف دواخل النفس البشرية حين التفوه بلفظه ما، اظن هذا اول ما لاحظته في الرواية وفي اسلوب الكاتب، تروق لي بشده الروايات الوصفية في المقام الاول، ولكن لنري ماذا ايضاً.

المترجم

-لعل مقدمه الكتاب كشفت عن المغزى وراء الرواية، وهذا ما جعلني اتذمر قبل البدء بها، حيث ان المترجم اوضح ما وراء الرواية او مغزى القصة ووضع عدة احتمالات وظنون.

كان يجدر به ان يضع رؤيته واحتمالية افكاره في النهاية حتى يستطيع القارئ التوصل للفكرة او رسالة الكاتب بنفسه دون مساعده، دون ذلك فالترجمة جيده.

القصة

-اما عن القصة، ففي بطرسبرغ ولد "اكاكي اكاكيفيتش" الذي سينتمي فيما بعد الي خانه من الموظفين الذين يطلق عليم لقب (المستشارون الاعتباريون)، وهو صورة مثلي للشخصية الراضي المسالمة.

اراد اكاكي تجنب البرد القارس الذي يحتل روسيا من خلال شراءه لمعطف، وبعد جهد مضني يستطيع الحصول عليه، ولسوء حظه في نفس يوم حصوله على المعطف يتم السطو عليه من قبل رجلين واخذ المعطف عنوه، ثم يحاول تقديم الشكاوى للضباط ولكن دون جدوى، حتى يصل الي "الرجل المهم" كما ذكر في الرواية، ويعامله الرجل بقسوة ليرضي كبرياؤه ليس الا. ثم تتوالى الاحداث ويموت "اكاكي اكاكيفيتش" على أثر حمي حاده، وهناك تكون اول نهاية للقصة، وعلى غير المعتاد تأتي نهاية اخري، حيث انتشرت شائعات تقول بانه عند جسر "كالينكين" وفيما وراءه بكثير يظهر في الليالي ميت في صورة موظف يبحث عن معطف مسروق، وبحجة هذا المعطف المسروق ينتزع كافة المعاطف من على جميع الاكتاف غير آبه باللقب او الرتبة.

-اوضح المترجم "سامر كروم" في بداية الرواية كما سلف الذكر بعض الافكار، ولكن من وجهة نظري هذه الرواية توضح عبثية الوجود، وانه كما اعتقد بوذا (المعاناة) هي السمة الاساسية للوجود، ولكني اتحدث هنا عن طبقة بعينها، فأظن ان الشقاء لم يكتب على جميع بني البشر، بل على الطبقة الكادحة منهم فقط، ولعل بجانب الرؤية الفلسفية في الرواية رؤية سياسية ايضاً تظهر بوضوح من خلال سياق القصة.

في المجمل التعاطف والشفقة هما سيدان الموقف هنا.