كوبٌ من الشاي ممزوج بنكهة النعناع الطازج، ورائحة الياسمين تحاصر أرجاء المكان بعطرها الزكيّ، أقلام وكتب تصتف خلف بعضها البعض، تتسارع من أنهيها أولاً، الوقت يجري بسرعة والأيام تمر كاللحظة، تعب السنين يقول ويهتف بصوتٍ عال ٍ الصفُوف الأخيرة ليست لك ، حيث تقف يبدأ العد، همسات الدعاء على سجادة صلاة أمي تقولي كل ليلة : كونِ أقوى لأجلها، قطرات العرق والتعب على جبين أبي تقول لي : دعيني ألمع في سماء جبينه لا تجففيني، أنا هنا ثمرةً من حصاد أبي وأمي، أنا هنا من دعواتٍ كانت في آناء الليل بقلب خاشع يلح على الإجابة والتوفيق، أنا وليدة شقاء أبي وكلله في العمل، أنا هنا لأجلي، ولأجل كل من ظن بي خيراً وكان الظن حَسَنْ، أنا هنا بقوتي ونجاحي أولاً حتى ولو كلفني الأمر أن أكون رفيقاً لجدران غرفتي،أنا هنا حيث لا تأثير للانطفاءات ، أنا نورٌ على نورٍ،فلتذهب الظروف إلى الجحيم , أنا من يصنع الفرص، اعتدل في كل شيء إلا في قوتك وعزيمتك اطغى، بعزيمتي أزهر دون أن يسقيني أحد فأنا لنفسي الساقي والماء والمنبع،أنا هنا، أنا أعمق من أن أنطفئ أنا نجمة سرمدية الضياء فسَلام عَلى شُجيرَاتِ الأمَل المُتجذّرَة فِي رُوحِي ، الثَابِثة بِثباتِ هَذا الكَون