منذ اليوم الذي وقعت فيه بين أيديهم، وأنا اسمي (روز)!

لا أعلم لماذا ، لكنني أعلم بأن اسمي (رزان) ، بكل القوانين من المفترض أنني قد خُطِفْت ، ومن المفتروض أيضاً أن يتم معاقبتهم على فعلتهم هذه وعلى سلبهم حريتي مني، وعلى عدم قدرتي على فعل ما أريده ، منذ اليوم الذي ارتكبت فيه الخطأ الأسوء في حياتي ، الخطأ الذي كلفني حالي شخصياً، وجعلني مثل فأر التجارب، لكن لا بأس به، كانت محاولة اختطاف فريدة من نوعها،

لكن ما الذي جعلني أُخطِأ بالطريق ؟!

كيف لم أبالي إلى العلامات والإشارات ؟!

كيف فقدت سيطرتي على الأمر ؟!

كيف دخلت بغيبوبة إجبارية غير متوقعة وعندما استيقظت وجدت نفسي معهم ؟!

لا أعلم حقاً! ربما هو ،نعم إنه قلبي، ويحك، تباً لك..

أخبروني بأن عملية غسيل العقل أخذت منهم الكثير من الوقت والجهد، عملية؟ وغسيل عقل؟ كيف هذا ولِمَ عقلي، ما الذي يحدث؟ إنه الجزء المسؤول عن الشعور، ورأيتُ اهتراءً كبيراً له مش شدة الحزن وعمق الجرح هكذا قال زعيمهم، لكنني لا أريد ذلك، لَمْ يتبقَ لي منهم سوى الذكريات، أعلم بأنها مؤلمة لكن هذا ما تبقى منهم، لِمَ فعلتم هكذا، لأنكِ لا تكفين عن البكاء كل يوم، لأن قلبك متعب، وعقلك مشوش، ولا بد بمسح من تسبب في ذلك يا (روز) ..

أعلم بإنه قد مر وقت طويل على قدرة استيعابنا لبعضنا البعض ، وحاولوا معرفة الكثير من الأشياء التي تخصني ، ولكنني لَم أُجب على الأسئلة كما يريدون، تعلمت سابقاً ألا أشارك خصوصيتي مع الآخرين ، وخاصةً مع هذه النوعية من الناس!

لِأُكُن صادقة بعض الشيء، هم ليسوا سيئين ، لم يقوموا بأذيتي، لم يحاولوا ضربي أو تعذيبي ، على العكس تماماً، أنا أجلس في غرفة جميلة، حيث أمتلك شاشة تلفزيونية كبيرة أشاهد منها ما الذي يجري في العالم كل يوم، ويأتيني الطعام عدة مرات في اليوم ، قبل أو بعد كل مرة يتحدثون فيها معي، و يستمرون في المحاولة من جديد بمحاصرتي بالأسئلة!

لكن .. هذا لا يجدي نفعاً!

حتى وإن كنتم رائعين معي، أنا محبوسة معكم!

حتى وإن كنتم عظيمين، أنا مختطفة وبعيدة عن أحبتي!

حتى وإن كنتم طيبين القلب، ولم أرَ منكم إلا كل خير وكل تعامل جميل ، هذا الشيء لا ينفي بإنني لستُ مجروحة !

نعم أنا لستُ سعيدة ..

حاولت كثيراً ،حاولت إقناعهم بما فعلوه، لكن ما أتحدث به قيمته أعلى بكثير ، قمت بطلب خرائط وأطلعتهم على المكان حتى يرونه لكنهم لم يعرفوه ، واكتفوا بقضاء الوقت بمراجعة مذكراتي ، والتسجيلات، وتبادل النظرات التي تسكنها الحيرة! بعدها قاموا بإطلاق صراحي وقالوا لي : اعتنِ بقلبك جيداً، واختاري ما يليق به.