تأملوها إخواني وأنتم تنظرون حال الناس اليوم ..

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ *

يقول الإمام سيد قطب رحمه الله :

وسنرى من خلال متاعب موسى - عليه السلام - متاعب كل صاحب دعوة يواجه نفوسا طال عليها الأمد ، وهي تستمرئ حياة الذل تحت قهر الطاغوت وبخاصة إذا كانت هذه النفوس قد عرفت العقيدة التي يدعوها إليها ، ثم طال عليها الأمد فبهتت صورتها وعادت شكلا لا روح فيه ! .

إن جهد صاحب الدعوة في مثل هذه الحال لهو جهد مضاعف ، ومن ثم يجب أن يكون صبره مضاعفا كذلك ..

يجب أن يصبر على الالتواءات والانحرافات ، وثقلة الطبائع وتفاهة الاهتمامات ويجب أن يصبر على الانتكاس الذي يفاجئه في هذه النفوس بعد كل مرحلة ، والاندفاع إلى الجاهلية عند أول بادرة !

ولعل هذا جانب من حكمة الله في عرض قصة بني إسرائيل على الأمة المسلمة ، في هذه الصورة المفصلة المكررة لترى فيها هذه التجربة كما قلنا من قبل ، ولعل فيها زادا لأصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل .