روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا شداد بن أوس، إذا كنَز الناسُ الذهبَ والفضة، فاكنِز هؤلاء الكلماتِ: اللهم إني أسألك الثباتَ في الأمر والعزيمة على الرُّشد، وأسألك شُكْر نعمتك، وحُسْن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأسألك من خير ما تَعلَم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب))؛ الحديث صحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (3228)، وحسَّنه شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند.

دعاء عظيم غفَل عنه كثيرٌ من الناس، مع العلم أننا بحاجة إليه في زمن كهذا، عُجَّ بالفتن، وعمَّت فيه البلوى، واختلط (الحابل بالنابل)، "وبهذا يكون العبد دائمًا مُتعلِّقًا بربه لا بالمخلوقين، وتكون همَّته لله بملازمة الدعاء والتوسل إليه بأسمائه وصفاته في كلِّ حال وعلى كل حال، فيكون شُغْل المرء بربه إذا ما عَرضتْ له حاجة أو لم تَعرِض، فلا يَسكُن قلبُه إلا باللجوء إلى الله"، فلا بد من اجتماع القلب والهمة على تَدبُّر هذا الدعاء وتَفهُّمه، فكلما دعا به العبد استشعر عظمتَه، ولامَس شَغَاف قلبه، فيشعُر بلذته؛ لأن من فَهِم شيئًا فُتحت له لذة مناجاته.