الكثيرين من أهل السنة و الجماعة لا يفرقون بين الشيعة و الرافضة , لذا وجدت أن أشارككم ما أعلم - و فوق كل ذي علم عليم - للفائدة و لتتقارب مفاهيمنا و نعرف مع من نتعامل . هذا مهم جدا في عصرنا الحالي اذ أصبح لهم كيان سياسي , و هذا هو سبب التركيز عليهم و ليس لأنهم بشيء أو لانهم أقوى حجة من بقية الفرق المبتدعة . فللقوم قناة يقومون ببث ما يسحرون بها أعين أهل السنة و الجماعة .
ورد في هدي الساري مقدمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عند كلامه عن البدعة في الفصل التاسع ( في سياق أسماء من طعن فيه من رجال . . . الخ ) التالي :
(( و أما البدعة فالموصوف بها اما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق . فالمكفر بها لابد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الرافضة من دعوى بعضهم حلول الالهية في علي أو غيره , أو الايمان برجوعه الى الدنيا قبل يوم القيامه أو غير ذلك )) .
ابن حجر رحمه الله ينقل لنا هنا اجماع الأئمة في تكفير غلاة الرافضة و منهم : الذين يؤمنون بالرجعة و هذا من عقائد رافضة عصرنا و الذين يسمونهم العامة بالشيعة جهلا .
قد تقول كيف ؟ و ما الدليل أن المقصودن من كلام ابن حجر رحمه الله ليسوا النصيريين , الذين يألهون عليا رضي الله عنه ؟
أقول و بالله التوفيق :
الأفضل أن نفسر كلام ابن حجر بكلام ابن حجر و ليس بفهمنا . و ابن حجر عندي أعلم منا في حقيقة الشيعة و الرافضة و لا أعتقد أن أحدا يدعي غير ذلك .
يعرف ابن حجر رحمه الله في فصل ( في تمييز أسباب الطعن في المذكورين ومنه يتضح من يصلح منهم للاحتجاج به و من لا يصلح و هو على قسمين ) الشيعة و الرافضة المعتقدين بالرجعة بعد أن تكلم في من ضعفهم البخاري رحمهما الله بسبب الاعتقاد و تطرق الى تلك الفرق مبتدئا بالمرجئة و من ثم الشيعة و قال عن الشيعة :
(( محبة علي و تقديمه على الصحابة , فمن قدمه على أبي بكر و عمر فهو غال في تشيعه , و يطلق عليه رافضي , و الا فشيعي , فان انضاف الى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض , و ان اعتقد الرجعة الى الدنيا فأشد في الغلو . ))
نفهم من كلام ابن حجر رحمه الله أن غلاة الرافضة هم من يؤمنون بعقيدة الرجعة
و لا يخفى على أحد أن الذين يطلقون على أنفسهم في عصرنا اسم الشيعة الاماميه يفضلون علي على أبابكر و عمر و يسبونهما و يلعنونهما و يبغضونهما . بل يفضلون عليا على الأنبياء و يؤمنون بالرجعة . اذا هؤلاء ليسوا شيعة و انما هم غلاة الرافضة و هم كفار باتفاق قواعد جميع الائمة . و هذا الاجماع نقله لنا ابن حجر العسقلاني رحمه الله و هو أعلم منا و من شيوخ عصرنا .
و انتبه الى نقطة مهمه من كلام ابن حجر : فالشيعي عند ابن حجر ( و هو من يفضل علي على الصحابة الا أبوبكر و عمر و لا يسبهم و لا يبغضهم ) يعتبر ضعيفا في علم الرجال , فما بالك بالرافضي !
التعليقات