بعد غزوة احد خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى حمراء الاسد، خوفا من قيام قريش بغزو المدينة مرة اخرى، ولم يكن ما خافه إلا حقا فقد تلاوموا فيما بينهم في هذا الامر

وهناك أقبل معبد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأمره النبي ان يذهب الى ابي سفيان ويخذله فذهب ولم يكن يعلم بإسلامه فقال ابي سفيان: ما وراءك يا معبد؟ فقال معبد- وقد شن عليه حرب أعصاب دعائية عنيفة-: محمد، قد خرج في أصحابه، قبلكم في جمع لم أر مثله قط.

حينئذ انهارت عزائم الجيش المكي، وأخذه الفزع والرعب، فلم ير العافية إلا في مواصلة الإنسحاب والرجوع إلى مكة، لكن أبي سفيان قام بحرب أعصاب دعائية ضد الجيش الإسلامي، لعله ينجح في كف هذا الجيش عن مواصلة المطاردة، فقد مر به ركب من عبد القيس فقال ابا سفيان: أبلغوا محمدا أنا قد أجمعنا الكرة، لنستأصله ونستأصل أصحابه، فأخبرهم بالذي قاله أبو سفيان، وقالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم أي زاد المسلمين قولهم ذلك- إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم.