إن عقيدة عودة المسيح ونزوله في آخر الزمان ليس عليها أي دليل من كتاب الله تعالى

 وبالتالي فهي عقيدة باطلة شكلاً وموضوعاً , بل هي من عقائد الأمم الوثنية في العصور الغابرة مثل الهندوسية والبوذية والبابلية وكما في عقيدة المصريين القدماء في عودة " أزوريس " للحياة بعد موته وانتقامه من أعدائه الذين قتلوه, 

وفى الديانة الوثنية البوذية يوجد هذا النص كما نقله الأستاذ إبراهيم الدميجي :

"ولما مات بوذا ودفن انحّلت الأكفان بقوة إلهية وقام من بين الأموات وصعد إلى السماء، ولسوف يأتي مرة أخرى يعيد السلام، وسيدين بوذا الأموات في اليوم الآخر  

وهذا هو نفس ما تصفه روايات الكتب المزينة أن المسيح عليه السلام يعود سفاكاً للدماء وجباراً مهلكاً لكل البشر من غير المسلمين, ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام أو الموت !!!! ( خلافاً لطبيعته المعروفة وهو الذي لم يحمل سيفاً ولا سكيناً في حياته أبداً ولم يقتل إنسانا واحداً بيده الشريفة ) 

وهذا نسخ لحكم القرآن الكريم وخلاف منهجه القويم وخطه الأصيل, الذي اعتمد مبدأ " لا إكراه في الدين " !!! فأين تذهب بنا هذه الروايات الموضوعة ؟! 

وقد شب عليها الصغير وشاب عليها الكبير ورضعت من لبانها الأمة باسرها جيلا بعد جيل !

فهل يصح شرعاً وعقلاً أن ينزل المسيح بعد زمن بعثته وخصوص رسالته بألاف السنين حيث التغير الشامل للزمان والمكان المخصوص الذي بعث فيه وله , ليغير وينسخ حكم الشريعة النهائية والمنهج القويم الأخير للبشر إلى يوم القيامة؟!

فهل يأتي المسيح بشرعه القديم الذي كان مخصوصاً ببني إسرائيل ؟ أم يأتي بشرع جديد ينسخ شريعة القرآن الكريم المهيمنة على ما سبق وما يأتي إلى يوم الدين كما يصفها القرآن الكريم نفسه؟!

هذه جملة أسئلة حائرة... حاسرة عن رأس الخيبة والندامة,.... باكية ونائحة من شناعة الكذب والافتراء على كتاب الله تعالى وشريعته الغراء , وعلى جملة العقائد الصحيحة التي تقوم عليها منظومة الإيمان والإسلام. 

وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٥٥ 

وهذا دليل آخر من الآية الكريمة أن عقيدة الغيبة ثم النزول قبل يوم القيامة باطلة, ولو كان للمسيح نزول قبل يوم القيامة لكان سياق الآية الكريمة مختلفاً فيكون إلى يوم نزولك مثلاً..... لأن الخطاب في الآية الكريمة للمسيح عليه السلام, ولكن الآية الكريمة تشير إلى حالة معينة للذين امنوا بالمسيح عليه السلام تستمر إلى يوم القيامة ... ولا وجود للمسيح عليه السلام في هذا السياق المؤبد إلى يوم القيامة .