إِذْ قَالَ اللَّهُ يَٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَٰمَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [آل عمران: 55].

كثير جداً من الناس يعتقدون عقائد ويصرون قلوبهم على ثوابت ليس عليها دليل صحيح من الكتاب والسنة الصحيحة ... وإنما وفق مذهب الأولين ,, { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ } [الزخرف: 22].

لذلك لابد حتى لا نكون ممن ذكرهم القرآن الكريم مجرد تابعين ومقلدين ,,, أن نعيد النظر في عقائدنا وتصوراتنا ,,, هل هي قائمة على أصول ثابتة راسخة صحيحة ,,, أم أننا نصر قلوبنا على عقائد ليس عليها دليل ولا برهان صحيح ,,, وهذا لن يتحقق لنا حتى نعيد النظر في منظومة حياتنا وافكارنا وتصوراتنا وعقائدنا تحت ضوء الكتاب المنير والسنة الصحيحة التي لا تخالف الكتاب ولا تتقدم بين يديه ... 

ومسألة عودة المسيح ابن مريم عليه السلام ,,, من العقائد التي رسخت في وجداننا منذ الصغر ... من خلال التلقين والتقليد .... لكن عندما نريد أن نضع هذه العقيدة في ميزان الكتاب العزيز والسنة الصحيحة ... نجد من يعارض ... ومن يتهم ,,, ومن يسب ويلعن .... لماذا ؟

لماذا لا يكون هدفنا الوصول للحقيقة وتحصيل الحكمة انى وجدناها ... والحوار بالبرهان والدليل ... حتى نتفق أو لا نتفق ... ولكن سنخرج في كل الأحوال من هذا الحوار البناء سالمين غانمين ... لا يكفر بعضنا بعضا ... ولا نسمع طعنا في النوايا وما في الضمائر ,,, فإن اتفقنا فبها ونعمة .... وإن لم نتفق فيكفينا أن كلا منا قد اجرى تمحيصا لعقيدته وأدلتها وبراهينها ... فيزداد صاحب الحق يقينا وثباتا ... ويستفيق الذي عاش حياته يسمع ويتلقن عقيدته بدون دليل ولا برهان ... 

لذلك ارجوا من جميع الناظرين في منشوراتي ,,, أن يعلموا تماما أنني التزم الكتاب والسنة الصحيحة في بناء عقيدتي وأعيد قراءتها تحت ضوء الكتاب العزيز والسنة الصحيحة [ بمعيار عدم مخالفة الكتاب لأنه الأصل وهى ظل القرآن الكريم على الواقع .. والتطبيق العملي له ] ..

لو كان للمسيح عليه السلام حياة وعودة آخرى للحياة كما تزعم الروايات التي صرفت الناس عن تدبر كتاب الله تعالى وصدت عن سبيل الله تعالى كثيرا, لذكرها لنا الله تعالى كما ذكر لنا عودة بعض الناس إلى الحياة بعد الموت مثل أهل القرية الذين خرجوا منها حذر الموت فقضى الله تعالى عليهم جميعاً بالموت ثم أحياهم, وقد مرت علينا قصتهم في سورة البقرة , ونبي بني إسرائيل الذي مر على قرية خاوية على عروشها .... ثم أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه, وكذلك أصحاب الكهف الذين ماتوا ثلاثمائة سنة قمرية ثم أحياهم الله تعالى , وهناك من أحياه الله تعالى للحظات قليلة مثل قتيل بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام, بعدما ضُرب ببعض أجزاء البقرة المذبوحة, وقد كان المسيح عليه السلام يحي بعض الموتى بإذن الله تعالى بحسب مقتضى الآية التي توفرت شروطها ووقتها.

وهكذا يحدثنا القرآن الكريم عن الذين ماتوا ثم عادوا للحياة مرة آخرى وهم أناس عاديون ومنهم صالحون أولياء ومنهم أنبياء, فكيف بعيسى بن مريم وهو من آيات الله تعالى العظيمة في الخلق والتكوين, وحياته كلها نبوة وحكمة ودعوة وفى سبيل الله تعالى لم يصرفه عن ذلك إلا الضرورة البشرية المتحتمة في الطعام وقضاء الحاجة والنوم , كيف تكون له عودة للحياة في آخر الزمان كما يزعمون أصحاب الكتب والروايات ولا يكون لذلك خبر في القرآن الكريم ولا ذكر ولا إشارة ؟

يتبع