ولذلك احتاج المفسرون القائلون بأسطورة الحياة للمسيح عليه السلام في السماء والنزول الموعود قبل يوم القيامة, احتاجوا إلى" ليّ " وتحريف معنى الآية الكريمة ووضعها في غير مواضعها لكي توافق الروايات الموضوعة التي تحاكي الأساطير الوثنية القديمة وهذا غيض من فيض:

الشوكاني فى تفسيره : 

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنَّ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا تَقْدِيرُهُ: إِنِّي رَافِعُكَ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمُتَوَفِّيكَ بَعْدَ إِنْزَالِكَ مِنَ السَّمَاءِ.

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مُتَوَفِّيكَ: قَابِضُكَ. وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ: مُسْتَوْفِي أَجَلَكَ، وَمَعْنَاهُ: إِنِّي عَاصِمُكَ مِنْ أَنْ يَقْتُلَكَ الْكُفَّارُ، وَمُؤَخِّرٌ أَجَلَكَ إِلَى أَجَلٍ كَتَبْتُهُ لَكَ، وَمُمِيتُكَ حَتْفَ أَنْفِكَ لَا قَتْلًا بِأَيْدِيهِمْ. وَإِنَّمَا احْتَاجَ الْمُفَسِّرُونَ إِلَى تَأْوِيلِ الْوَفَاةِ بِمَا ذُكِرَ، لِأَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ اللَّهَ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ وَفَاةٍ، كَمَا رَجَّحَهُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ،

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ: أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ،

تفسير أبي السعود : {يا عيسى إِنّي مُتَوَفّيكَ} أي مستوفي أجلِك ومؤخرُك إلى أجلك المسمَّى عاصِماً لك من قتلهم أو قابضُك من الأرض من توفيتُ مالي أو متوفيك نائماً إذ رُوي أنه رُفع وهو نائم وقيل مميتُك في وقتك بعد النزول من السماء ورافعُك الآن أو مميتُك من الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت وقيل أماته الله تعالى سبعَ ساعاتٍ ثم رفعه إلى السماء وإليه ذهبت النصارى

تفسير القرطبي: 

وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعَانِي مِنْهُمُ الضَّحَّاكُ وَالْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ" عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، لِأَنَّ الْوَاوَ لَا تُوجِبُ وَرَوَى ابْنُ طَلْحَةَ عَنِ ابن عباس معنى متوفيك مميتك : وَالصَّحِيحُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ وَفَاةٍ وَلَا نَوْمٍ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ زَيْدٍ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الطَّبَرِيِّ، وَهُوَ الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَهُ الضَّحَّاك.

الرُّتْبَةَ. وَالْمَعْنَى: إِنَى رَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمُتَوَفِّيكَ بَعْدَ أَنْ تَنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ.

[ قلت : وهكذا نرى جمهور المفسرين لا يرضون بسياق وترتيب الآية الكريمة ويعيدون ترتيبها حسب أهوائهم ورواياتهم الموضوعة !!! فاذا لم يكن هذا هو التحريف بعينه الذي حذر منه القرآن الكريم وتوعد عليه بأشد الوعيد ووضع الكلم في غير مواضعه , فماذا يكون إذاً ؟!]

تفسير الطبري: ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الْوَفَاةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ وَفَاةُ نَوْمٍ، وَكَانَ مَعْنَى الْكَلَامِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ: إِنِّي مُنِيمُكَ. قَالَ ابن اسحاق: هَذَا مِنَ الْمُقَدَّمِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّأْخِيرُ، وَالْمُؤَخِّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ. 

[ قلت : كيف يكون كلام الله تعالى بهذا الخلل والاختلاف كما تزعمون ؟!

[ قلت: انظر وتدبر في التحريف الجلي الواضح كالشمس في رابعة النهار ] , 

ملحوظة : قد نقلت كلام المفسرين على سبيل الاختصار وليس على سبيل النقل التام] 

وقد تلطفوا في العبارة ... وإن كانت الحقيقة عندهم أن هذا من المقدم الذي " حقه " التأخير ...والمؤخر الذي" حقه " التقديم... 

هذا هو اعتقادهم في نسق الآية الكريمة , وودوا لو استطاعوا تعديلها كما يريدون ... حتى توافق رواياتهم واحاديثهم الموضوعة... التي تصف نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان ..... فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية !!!!

والمطلوب منا أن نصدق ونؤمن أن المسيح عليه السلام رفعا حيا إلى السماء ويبقى لآلف السنين حتى ينزل في آخر الزمان من أجل ماذا؟.... من اجل أن يكسر صليبا ... ويقتل خنزيرا ..... ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام ! ...

وهذا معناه وضع السيف على رقاب الناس بلا تفاهم ولا مناقشة ولا حوار ... 

حرب شعواء لا هوادة فيها على أهل الأرض جميعا , وبحور من الدماء .... 

حتى يدخل أهل الأرض جميعا بلا استثناء في الإسلام والإيمان.....!

ومن الذي سيخوض في كل هذه الدماء فتكا وقتلا وحرقا لكل أهل الأرض , بلا هوادة ولا رحمة ... تصوروا .... إنه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ... ... !

الذي عرفناه ورأيناه على شاشة القرآن الكريم المصورة .... بلسماً للثكالى ... وشفاء للمرضى المزمنين ...

وحمامة للسلام ... ويبرئ الأكمه والأبرص .... ويهب النور للعيمان .. ! والسعادة للبؤساء .... والرحمة الهائمة على رؤوس التعساء واليتامى والفقراء .... !