ولننظر الآن في آية الوفاة الخاصة بالمسيح عليه السلام : - { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَٰمَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [آل عمران: 55].

إننا نرى الآية الكريمة ذكرت الوفاة مطلقة من أي قيد ... أو قرينة تخرجها عن دلالتها الأصلية في كل القرآن الكريم وهى الموت ,,,, فإيهما اقرب للصواب في معنى الآية الكريمة ,,, إني مميتك ,أم , إني منيمك؟

وقد ذهب ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وابن إسحاق إلى تفسير إِنِّي مُتَوَفِّيكَ بمعنى مميتك ...... وليس منيمك ,,,, وهذا ثابت عند المفسرين .... ولكنهم خالفوا تفسير ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وخالفوا ظاهر القرآن الكريم من اجل موافقة الروايات التي حملت الأمة على عقيدة عودة المسيح في آخر الزمان ونزوله من السماء مرة أخرى ,,,,  

ثم ,,, المسألة الأهم من ذلك كله ,,,, أين في القرآن الكريم ذكر عودة المسيح ونزوله من السماء إلى الأرض مرة أخرى ليكسر الصليب ,,, ويقتل الخنزير ,,, ويضع الجزية ,,, 

ولقد قال شراح الاحاديث أن وضع الجزية معناها انه لا يقبل الجزية ولكن إما الإسلام أو السيف ,,, 

 وهذا معناه انه يعلن الحرب والقتال على كل أهل الأرض وقت نزوله ,,, أما الإسلام أو الموت ... فكيف يقاتل المسيح عليه السلام ومن معه من المؤمنين كل أهل الأرض يومئذ ؟ 

وهل يستطيع ذلك أحدا ... مهما كانت قوته .... ؟ 

وهذا معناه أن الدماء ستسيل انهارا ... والكر والفر والمعارك لن تتوقف حتى يدخل كل أهل الأرض في الإسلام ,,, فهل هذه هي طريقة الإسلام في هداية الناس ... يكره الناس بالسيف حتى يكونوا مؤمنين ... أليست هذه الروايات تريد الطعن في الإسلام وتروج لمقولة أن الإسلام ما انتشر إلا بالسيف ... وأنه سيعود للسيف مرة أخرى في آخر الزمان فإما الإسلام أو قطع الرقبة والحلقوم !!

والأدهى من ذلك وامر ,,, أن الذي سيجري هذه الدماء انهارا ... ويقلب ليل الأرض إلى نهارا ... هو المسيح بن مريم ... الذي كان بلسما لكل الثكالى ,,, ورحمة لكل أصحاب العاهات والأمراض والعميان والصم والبكم ,,, الذي لم يقتل إنسانا قط ولا حيوانا ولم يحمل سيفا في حياته كلها !!!!