في المقال السابق قمت بمشاركة الثلاث قواعد الأساسية التي قمت باتباعها أثناء دراستي للكورسات الأونلاين.
من المعروف أنه في بداية كل سنة نقرر وضع خطة جديدة، وتراودنا أفكار مبهجة أن هذه العام سيكون أفضل من العام الذي يسبقه، لكنك تعلم في أعماق قلبك أن تلك الخطط لم تسر على ما يرام خلال السنة السابقة وما قبلها، في البداية تبدأ بحماس شديد، ثم يصبح الأمر مملاً، وهذا ما حدث معي، خلال فترة 10 شهور كنت أقوم بتأجيل كل المهام الى بداية الأسبوع القادم، ثم الى بداية الشهر وهكذا، ولكني كان يجب علي البحث عن المشكلة للوصول لحل، بدأت في البحث أولاً عن السبب الرئيسي للتشتيت والتخبط، ما الذي يمنعني من القيام بما يجب القيام به؟ ما أكثر شئ أقضى فيه وقتاً طويلاً كل يوم، الحصول على الجواب كان سهلاً للغاية وهي السوشيال ميديا، لذلك قررت الخروج من كل وسائل التواصل الإجتماعي، ومسح كل تطبيقات الهاتف الغير هامة، كان ذلك في نهاية العام 2016، بدأت باختيار الكورسات، ثم بتنظيم الوقت، لذلك أول كورس حصلت عليه كان كورس learn how to learn- تعلم كيف تتعلم على منصة كورسيرا (أنصحكم به) تعلمت كيفية تنظيم وقتي وكيف أبدأ بالطريقة الصحيحة واليكم الطرق التي ساعدتني على ذلك.
أولاً: To do list
كنت أقوم بوضع خطة طويلة المدى نسبياً لمدة شهر بشكل عام، ثم كل أسبوع بشكل أكثر تفصيلا، وما يجب أن أقوم به في الغد، أفضل وقت لوضع الخطة يكون في المساء قبل النوم حتى يكون العقل في وضع الأستعداد، وتصبح مهيأ ذهنياً أن هناك كورسات معينة ستبدأ بها في الغد، كما انه يعمل كحافز قوي يساعدك على البدء دون اللجوء للمشتتات.
ثانياً: swallow the frog first technique
حرفياً معناها قم بابتلاع الضفدع أولا، لكن المقصود منها هنا أن تبدء بالأصعب، لأنك في البداية تكون أكثر حماسة مما يساعدك على انجاز الأمر، كما أن التخلص من الجزء الأصعب يحفز جزء المكافأة في الدماغ فيساعدك على متابعة الكورسات السهلة بشكل أفضل، وأقل مملاً.
ثالثاً: النوم.
ربما يقلل البعض من أهمية النوم، لكن هناك أقسام في جامعات كبرى مثل هارفاد متخصصة في النوم، كتب ومجلات تنشر فقط في كل ما يخص النوم، لماذ النوم مهم؟ عندما تكون مستيقظ خلال اليوم تتراكم مواد سامة داخل الدماغ، لكن عند النوم تتقلص خلايا الدماغ، وتزداد المسافات البينية مما يسمح بتفريغ المواد السامة وطردها للخارج، وهذا يساعدك على التركيز والتفكير بشكل أفضل، بل أنه خلال النوم يقوم الدماغ بتجميع المعلومات الخاصة بمشكلة معينة تشغل تفكيرك سواء كانت مسألة رياضية، مشكلة اجتماعية، فتسمح للمناطق المختلفة في الدماغ على التواصل والعمل معاً، مما يمكنك الحصول على منظور كامل للمشكلة، وحلها بسهولة عند استيقاظك، وهذا أحد الأسباب أيضاً أنك يجب أن تضع الخطة في المساء قبل النوم.
رابعاً: تأثير What-the-Hell
يمكن شرح ذلك التأثير بمثال مشهور، كل واحد منا على الأقل مرة واحدة في حياته قرر اتباع حمية غذائية، التزم أول يوم، ثان يوم، ثالث يوم، وفي اليوم الرابع قرر تذوق شريحة بيتزا، وقطعة شوكولاته، وعندما شعر أن الحمية الغذائية باءت بالفشل قرر افساد كل شئ لم يكفيه أن يعود الى الوضع الطبيعي لكنه أصبح أكثر شراهة، وهذه هي المشكلة.
لذلك عندما تبوء الخطة بالفشل بعد مدة معينة، تمهل قليلاً ولا تتقاعس، وابدأ في اعداد خطة جديدة، وهكذا.
نصيحة أخيرة حاول أن تغلق وسائل التواصل الإجتماعي فترة كتجربة، وأبعد الموبيل عن ناظريك أثناء الدراسة، ربما تشعر ببركة الوقت مرة ثانية.
التعليقات