هل بالامكان ابادة البشرية بيولوجيا؟

الإمكانية موجودة لكن طريقة التنفيذ هي المشكلة.

كما ترى الآن هناك العديد من القوى العالمية التي لديها النووي وبإمكانها محو مدن كاملة من الوجود. لكن لم يحدث -حتى الآن- أن فعلوا ذلك والسبب هو انها حرب يخسر فيها الجميع بمستويات مفاوتة. الحرب تكون مجدية عندما يكون الفرق بين خسارة الطرفين كبيرا للغاية وهذا غير ممكن مع الاسلحة النووية والبيولوجية.

أضف إلى القوى الكبرى -وشكرا على ذكر كلمة سناريو- بالفعل تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي بتشغيل عدة سناريوهات مثل التي ذكرت (وتستعمل في أقسام إدارة الأزمات وتخفيف المخاطر) ويحضّرون برتوكول اجرائي لمواجهتها.

المشكلة الاخرى ان الجماعات ضعيفة من ناحية الموارد والمعلومات والتكتم والجماعات القوية حاليا (الدول العظمى) لديها كل شيء. الموارد والمعلومات والاستخبارات فاحتمالية حدوث ذلك بشكل مرتب ومخطط له على المدى البعيد شبه مستحيل مع ذلك يظل ممكنا.

اذا كانت القوى الكبرى تراقب المواطنين الذين ليس لديهم اي سجل إجرامي بشكل دقيق لا يصدق تخيل ما الذي يقومون به بالنسبة للمشبوهين ولو قليلاً. ولأن الجماعات التي ذكرت لا تنشئ من فراغ هي افرازات مجتمعية منطقية تنشأ من رحم بيئات معينة درسها علماء الاجتماع -وعلماء الاجتماع العباقرة شيء لا تفتقر له الدول العظمى-. على سبيل المثال لا تجد جماعات تنبثق من العدم خذ افراد المؤسسين لها وستجد انهم في شبابهم قاموا بتوزيع منشورات ما حرقوا مبنى ما قاموا بطقوس غريبة ما وكل ذلك مسجل ويدرس.. اذا اخذنا امريكا كمثال وصلت بها الدراسة إلى ان السي اي ايه قامت بدراسة الفلسفة الفرنسية لترى مدى خطر اعتناقها على الامن القومي الامريكي. (تخيل- مجرد فلسفة وليست عقيدة او كما يسمونها cult)

هذا من ناحية عقلية علمية. يعني السبب في عدم حدوثه هو ان القوى الكبيرة الحاكمة الان لديها استخبارات وموارد عظيمة بشكل يمنع اي جماعة مهما صغرت وتكتمت وكانت مخلصة في قضيتها ان لا تكشف في ظرف صغير (ومواضيع تجسس السي آي أيه مشهورة)

من ناحية دينية يؤمن معظم المتدينين من جميع الاديان ان ذلك لا يحدث لوجود "عناية ربانية"، بالنسبة للمسلمين تعبر عنه الاية "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"

ان الدول العظمى لا تريد مطلقا للبشرية الفناء والسبب بسيط هو ان متعة السلطة حاليا لا تكون الا بوجود البشر -كل ما كان عدد الخاضعين اكبر كلما كانت متعة السلطة والتحكم اكبر- وحلل النفسيون متعة السلطة فوجدوها ادوم وامتع المتع واللذائذ على الاطلاق -وهذا سبب قول احدهم ان الصعود على كرسي الحكم ليس كالنزول عليه- وسبب ان الاية تقول 'ينزع' الملك ممن يشاء دلالة على ان التخلي الطوعي عن السلطة شبه مستحيل.