بسم الله الرحمن الرحيم

روسيا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،

بعد أن تنتهي حرب أوكرانيا فيجب على روسيا وأوكرانيا كذلك أن تحاولا فضّ غبار الحرب عنهما، والآن نحن بصدد التحدث عن روسيا، فلماذا لا تحاول روسيا بعد حرب أوكرانيا أو حتى أثنائها البحث عن حلفاء جدد؟ وقد تجد روسيا في دول الخليج العربي خير حليفٌ ومُعين لها، إذا ما عرفت كيف تتعامل مع هذه الدول، ولو سألنا دول الخليج عن كيفية الانتفاع من روسيا لما استطاعوا على الأرجح الإجابة بإجابةٍ كاملة، لشساعة روسيا في كل المجالات، ولكن يمكن لروسيا أن تحاول التقرّب من دول الخليج بمحاولة معرفة ما الذي يحتاجونه حكومات وشعوباً في تلك الدول، ومما يحتاجونه تلك الدول هو الاستثمار في الخارج، فقد تستطيع روسيا أن تُنشئ نظام خاص لدول الخليج يسمح لهذه الدول وشعوبها بأن تستثمر كما تشاء في روسيا، خاصَّة في المجال العسكري، فيمكن لروسيا أن تُيسّر شراء الأسلحة الروسية على دول الخليج إذا ما استثمروا إلى حدٍّ معيّن محسوب ومُقدّر بدقة، لتشجيعهم على الاستثمار في روسيا، فيكون هناك حدٍّ معيّن في الاستثمار الخليجي في روسيا يفتح لتلك الدول أبواب في روسيا يُسمح لهم من قبلها بشراء الاسلحة وشراء الطائرات والسيارات والمُعدّات الثقيلة الروسيَّة.

وقد تستطيع روسيا إن وجدت مصلحتها في هذا التحالف مع دول الخليج أن تسمح بفتح فروع أو وكالات لشركاتها في دول الخليج، وكل ذلك من باب الاستثمار فتُشجّع بذلك جميع الدول في أن يعقدوا اتفاقيات مع روسيا للاستثمار بنفس طريقة دول الخليج أو بطرق مُشابهة، فستثبت روسيا حينها أنها لا حدود لها وأن يإمكانها أن تفعل أي شيء يصُبّ في مصلحتها ومصلحة حُلفائها. ويا حبَّذا لو قامت روسيا بفتح أدنى حدّ للإستثمار أمام دول الخليج وشعوبها، بَدَل أن يكون الحدّ الأدنى للاستثمار مُبالغٌ فيه فلا يقدر عليه إلّا الأغنياء، بل يكون الحدّ الأدنى معقولاً وفي مقدور أي فرد خليجي كأن يكون ( 1000 ) دولار أمريكي أو ما يُقابله … هذا والله أعلم والأقدم الأقدم هو الأعلم.