تنطفئ تلك الشعلة التي نحملها بين جوانبنا حين لا تجد أوكسجيناً يساعدها على الاحتراق أو حين تفقد المادة الأولية التي تساعدها على الاستمرار بالاشتعال.

تذوي نيران طموحاتنا وأحلامنا وآمالنا الكبيرة كلما كبرنا، ربما لأننا ندرك أنّ المقاومة أكبر من الرغبة بالنضال.

محاربون، هكذا عرفنا أنفسنا، وربما هكذا عرّفتنا الحياة للآخرين!، محاربون مع وقف التنفيذ في معركة لا تعرف شرف الخصومة، وخصوم يتقنون فنون التخفي، فتأتي الطعنات تباعاً والمطعون جاهل بعدوّه!!

ثم يأتي ذلك المتفائل جداً، والذي يخبّرك بأنّ القادم أفضل، وبأنّ الحياة دوّارة وأن ما نحصده من إثم الآخرين بنا ينالونه بآخرين ينكالون عليهم،

كأننا نريد تصديق أنّ نهاية الكون وردية، وبأنّ أرضية ما نحياه مخملية، وبأنّنا لن نموت مظلومين أبداً، لأنّ للعدل كفّة عادلة ناسين أو متناسين أنّ لدى القاضي كفتان لكلّ كفة وزن يرجّحها، فمن ذا يصدّق قاضٍ يحكم بميزان له كفتان؟