جدلية إلغاء الآخر: هل كان بإمكاننا تحويل المتنبي لأديب أشهر من شكسبير؟

العالم الغربي الذي يخصص في المناهج أعمال شكسبير الحيز الكبير، وتتطوع العديد من مطابع النشر لتوزيع نسخ مجانية وبعضها تبسيطي للصغار، وبعضها نسخ محينة وبشكل محبب للقراءة..

العالم الغربي دول عدة فما هي الدولة التي تفعل ذلك؟ هل مطابع اسبانيا والبرتغال توزع أعمال شكسبير مجانا وتخصص في مناهجها أعماله؟ أم أن الأمر يقتصر على بريطانيا أوالدول الانجلوساكسونية؟

وهل توزع مطابع بريطانيا أعمال فولتير وموليير مجانا وتخصص لهما حيزا في مناهجها للابتدائية؟ وماذا عن الأدباء من دولة بولاندا ورومانيا واستونيا والتشيك وبقية دول "الغرب" هل كل أدبائهم يتم تبسيط أعمالهم ودمجها في مقررات الأطفال البريطانيين أم الأمر مقتصر على شكسبير البريطاني؟

ما أقصده هنا أن لكل دولة أو ثقافة أدباؤها الذين يعدون رمزا من رموزها, وبالتالي من البديهي أن تعمل بريطانيا على تخصيص شكسبير في المناهج وفرنسا فولتير ومولير واسبانيا سيرفانتس.

من جهة أخرى فإن أعمال شكسبير بمعايير يومنا هذا ساذجة وتصلح للأطفال, أذكر أنني قرأت تاجر البندقية لما كنت طفلا, أما شعر المتنبي فأكثر تعقيدا وفي غالبه مدح وتملق للحكام ونرجسية ومدح للذات, لا يمكن أخذ عبر من أشعار المتنبي للأطفال, نحن درسنا شعر المتنبي بالمرحلة الثانوية قبل تغيير المقرر وذلك بهدف تقوية اللغة العربية والجانب الأدبي للطلاب, فهو شاعر جهبذ بكل تأكيد.

لكنني أظن أن هناك بالأدب العربي ما يصلح للأطفال كأعمال مشابهة لشكسبير أكثر من أشعار المتنبي.

لا تصلح المقارنة بين شكسبير والمتنبي، لأن أعمال شكسبير تميل للقصة والمسرح عن الشعر برأيي، ولكن يمكن مقارنة شكسبير بأدباء عرب قصصين، ولماذا لا نهتم لقصصهم سواء في المناهج أو في السينما؟

نخاف أن نعرض فنون عميقة، خوفا من المجتمع وعدم الانتشار وعدم الربح ظنا منهم أن المجتمع العربي غير واعي للقصص العميقة والأصيلة.

بصراحة أنا أفضل المتنبي على شكسبير ليس لأنه عربي بل لأنه ببساطة أفضل في قوة وفصاحة الشعر ( بالنسبة لي ) , أيضا هناك شيء آخر, شكسبير كان يكتب الشعر باللغة الانجليزية أما المتنبي كان يكتب شعره بالعربية ولا حاجة للتوضيح أن العربية معقدة أكثر بكثير من الانجليزية.

المتنبي بالفعل شهير كشكسبير!

لا نستطيع أن ننفي عظمة شكسبير أيضاً فقد أضاف للإنجليزية حوالي ثلاثة آلاف كلمة جديدة مع العلم أنه نشأ في عائلة أمية ولم يرتد الجامعة، كذلك ليس صحيحاً أن المتنبي أقل شهرة من شكسبير، ولكن أرى أنه من الأفضل لو تم تضمين قصائد المتنبي بشكل أكبر في المناهج التعليمية.