إذا كان بإمكانك تغيير حياتك المهنية بين عشية وضحاها ، فما الوظيفة التي ستختارها؟

لا أضطر للحفاظ على شغفي ضمن عملي بالضرورة لأن ما أقوم به الآن ليس شغفي تماماً. عملي الحالي هو في فريق للتخطيط الاستراتيجي (يتولى وضع وتنفيذ خطة لموقع ويكيبيديا ومجتمعه حتى عام 2030)، لكن الشغف الذي حملني على التطوع في ويكيبيديا منذ عشر سنوات تقريباً هو كتابة المقالات أو المحتوى. حالياً، لا أشعر في عملي اليومي بشغف محدّد ولا بضجر محدّد، بل "أعمل" فحسب، وقد وجدتُ من هذه التجربة أن وظيفتي -رغم أنها قريبة جداً من مجال تطوعتُ فيه لسنين بدون مقابل- ليست ممتعة ولا مملة إلا في حالتين: تكونُ مملة حينما أقوم بعمل روتيني لا يلزمه تفكير، وتكونُ ممتعة حينما يواجهني تحدّ يحتاج لعناء إضافي لاجتيازه؛ على شرط أن أنجح في اجتيازه وأبلي بلاءً أفخرُ به.

أرجو أن لا تكون هذه الإجابة معقّدة، لكن لدي إجابة أخرى أسهل: سبق لي وأن عملتُ لسنين طويلة في "شغفي" الذي أمارسهُ يومياً لقاء مال أو بدونه، وهو الكتابة والترجمة. ولا أعلم هنا لو كنتُ قادراً على التعميم لأن هاتين المهنتان تقومان على الإبداع والحرية الشخصية، لكني شعرتُ حقيقةً بأن العمل فيهما بلقاء مادي يقتل شغفي ومتعتي، بل ويحوّلها إلى مهمة متعبة مكللة بالعناء. أمضيتُ آلاف الساعات على مر حياتي وأنا أكتبُ بدون مقابل بسعادة غامرة، لكني لم أسعد يوماً بالكتابة لقاء المال، فقد شعرتُ وقتها بكل أعباء الكتابة الذهنية المستنزفة التي لم أفكّر بها قط قبل ذلك.

أهو بسبب القيود على الموضوعات والأسلوب؟ أهو لأني أشعر بأني أبيعُ شيئاً هو ملكي؟ لست أدري، لكني لم أحبّ فكرة "العمل في شغفي" أبداً، وأظنني مرتاح أكثر الآن حيث أعمل بوظيفة قريبة نسبياً من مجالات اهتمامي وأتفرغ بالعطل للعمل على "شغفي" الفعليّ.

هل في البداية حين اخترت هذا التخصص ، كنت على علم أنه ليس به وظائف متاحة بكثرة ، أم لم تعلمي من قبل ؟

للأسف ومن سوء حظي ان هذا التخصص وبعد دراسة 3 سنوات منه حصل تغيير في معيار القبول له في الوزارات الحكومية

هذا التعيير تعيّن علينا ان ندرس مواد إضافية وننفس به طلاب التحاليل الطبية الكُثر.

بسب ذلك، أصبحت الأولوية لمخبري التحاليل الطبية كونه لديه فكرة عامة عن كافة التحاليل، في حيت يرتكز عمل اختصاصي الكيمياء الحيوية على تحاليل الهرمونات والفيتامينات والمركبات العضوية والمعامل الجنائية.

بسب ذلك، اختار العديد من طلاب تخصصي إكمال مسيرتهم في التعليم، وبعضهم ظل معي وتفرّقت بنا السبل بين من يعمل بجانب دارسي التحاليل الطبية، ومن يعمل كمعلم علوم عامة أو كيمياء، وبين من لم يُحالفه الحظ، وأنا التي ابتعدت كل البعد عن التخصص لأعمل في مجال لم أدرسه مسبقًا!

أنا في ذلك ألوم إدارة الجامعة ذات نفسها والتي لم توضّح لنا مسبقًا أن هناك إشكالية مع الوزارة على آلية القبول للتوظيف.

وكنا نحن الطلاب ضحية الجامعة التي لم يهمّها سوى الإبقاء على الطلاب في التخصص لتحصيل الرسوم!

فاخبرينى كيف وجدتى امر إحتراف هوايتك كعمل أساسى؟

ربما أخالفك الرأي في ذلك!

صحيح أن الهواية هي المتنفّس من ضغوطات الحياة التي من بينها العمل،،

لكن إن تم استغلال هذه الهواية كمصدر للدخل ألن يُصبح إنجاز العمل أكثر متعة وشغف؟

عندما يعمل الإنسان في شيء يُحبّه، فلن يشعر بالملل بل سيسعى باستمرار إلى تطوير نفسه فيه، وهذا ما وجدته في نفسي فلم أشعر بالملل من عملي، ربما التعب لا انكر ذلك، لكنه لم يمنعني يومًا من إكمال مهامي أو التفكير في الانسحاب.

ملل ، ملل ملل

في بداية دراستي كنت أعتقد ذلك ، ومرت سنوات الباكالوريوس بطريقة مملة ، فقط نراجع ما يحدد لنا وأمتحن ، القانون مجال لا يمكنك ان تمسكي زمام أموره كلها ، حتى المحامون والقضاة لا يستطيعون ، تجدين قاض متخصص في العقار ، والآخر في الأسرو والأحوال الشخصية ، ومحامي مختص فقط في نزاعات الشغل ..

وهكذا ، أنا حين بدأت أدرسه وحدت متشبعا يعني تخلي القانون كالأخطبوط أي مجال يخطر في بالك ستجدين أن له قانون ، كل المهن يكتنفها القانون ، قانون التطبيب قانون الأدوية والصيدلة ، قانون المهندس ، أي عمل هو يضع يديه عليه ، كنت أريد أن أعلم عن القانون وأشمله كله ، ولا يمكن فقط قانون الشغل والعمل متشعب وقد تشيبين فيه ، فما بالك بالأسرة والمساطر الجنائية والمدينة ، يعني استنزاف كلي لك ، شيء آخر هو ثباث القانون ، ليس بذلك الاختصاص المرن الذي تعيشين فيه تشويقا ، وهو ما وجدته في العمل على الأنترنيت ربما المقارنة بين مجالين بعيدان عن بعضهم ، ووجدت الاستمتاع الذي كنت ابحث عنه في القانون

لا اعرف إن وصلت لك الفكرة أم لا

طوال عمرى اعتقدت ان مجال القانون من المجالات الممتع دراساتها.

بالعكس أرى أنه من أكثر التخصصات تعقيدًا ، لم أحبه في حياتي إطلاقًا هذا التخصص

كثيرًا ما أرى من أصدقائي درسوا هذا التخصص ولم يحصلوا على الوظيفة ، مما دعاهم إلى دراسة تخصصات أخرى بعد قضاء أربع سنوات في تخصص القانون .

حاليا في بلدي الاتجاه السائد هو الاقتصاد بالدرجة الأولى ، حتى اصبح هنالك فائض ، مجال التسويق يتم أخذه في معظم الأحيان في دراسة الماجستير ، والبرمجة حاليلا وهندسة المعلومات هي الرائدة وهي الأنجح والمطلوبة بشكل كبير ، والجامات الغربية سبقتنا لسنوات ضوئية في مناهج تدريسها بالتأكيد