طبيعتنا كلنا كبشر – وككائنات اجتماعية بطبعها – التأثر ببعض أفكار من حولنا بنسبة معينة، وهذا في حد ذاته ليس أمرًا سيئًا، وإنما هو طبيعي وصحي إذا كان يحدث في إطار طبيعي وصحي.

إنما الخطورة تكمن في أن نتأثر بأفكار الآخرين بطريقة تؤثر على أو تلغي شخصيتنا بنسبة كبيرة أو تمامًا، لأننا في هذه الحالة سنفقد هويتنا وطبيعتنا، وسنصبح صورة في المرآة من الآخر، وسواء كان هذا الآخر جيد أم سيء فأن نكون صورة عنه هو شيء سلبي بكل تأكيد.

أعتقد أن طبيعة كل شخصية – المختلفة عن غيرها – هي ما تحدد نسبة تأثرنا بأفكار الآخرين، فكلما كان الشخص واثق في نفسه أكثر ومعتمد على ذاته ومعتد بها، كلما كان أقل تأثرًا بأفكار غيره، وكلما كانت أفكاره وآراؤه نابعة من عقله، وتأثير الآخرين عليه حينها يكون طبيعي وصحي.

أما إذا كانت شخصية الآخر غير محددة الملامح، وكلما كان الشخص أقل ثقة في نفسه، خاجلًا من التعبير عن آرائه وأفكاره بوضوح، كلما غابت شخصيته، وكان أكثر تأثرًا بأفكار الآخرين بطريقة سلبية وغير صحية.

أعتقد أني مررت بفترة مشابهة لهذا في مرحلة المراهقة، كانت شخصيتي لم تتكون بعد، لذا كنت أشعر أني أتأثر ببعض الشخصيات القريبة مني، أقتنع بما يقتنعون به، وأرفض ما يرفضونه، لكن مع مرور السنوات والخبرة الحياتية، بدأت شخصيتي تتشكل، وبدأت أصبح أكثر ثقة في نفسي وفي أفكاري، لذا أصبحت لدي شخصيتي المستقلة التي تتأثر بأفكار الآخرين والمقربين بنسبة طبيعية وصحية، الأمر الذي لا يتم معه إلغاء هويتي وشخصيتي.

بالنسبة لك أنت، ما مدى تأثير أفكار الآخرين عليك؟ وهل اختلف الأمر بين الماضي والحاضر؟