لماذا فرحنا لصورة فيروز اليوم؟ 1 سبتمبر من عام 2020
يبقى السؤال الذي يراودني ... لماذا فرحنا لصورة فيروز اليوم؟
الجميل أن فيروز كل صباح تمدّ جذراً أصيلاً من الحنين تجاه بعضنا البعض، تجاه الإنسانية وتجاه الحياة، الأصدقاء الأحباء..
لطالما جعلتي فيروز أعشق بلداناً عربية لم أَرَها في حياتي
جعلتني أشعر بالحنين لشط اسكندرية في مصر العربية، ولبحر بيروت في أغنيتها لبيروت من قلبي سلام، للقدس العربية ومدائنها ولفلسطين المهجرة وعروبتها، لسوريا في أغاني إحكيلي عن بلدي ووطني يا جبل الغيم الأزرق، لبغداد وعمان.
غنّت للطفولة وللحب وللحياة وللأوطان وللأمهات وللجدّات، غنّت للإنسانية ضد الظلم ضد الاضطهاد في مسرحياتها، أعطت ما لم يعطيه أحد لكل ألوان الفن، حتى اللغة العربية والموشحات الأندلسية والأشعار.
غنت للأماكن والشوارع والمساكن، للجبال والتلال وكل شيء يسمو بالعروبة والأصالة، غنّت للقصة للحكاية وجعلتنا نتعرف على قصص لأغاني كثيرة مثل وحدن بيبقو وتعى ولا تيجي ويا راعي القصب.
تركت بصمتها في ثماني مائة أغنية، من يستطيع اليوم أو في الحياة ككل أن يقدم فن ملتزم وكلمات جميلة وبديعة في 800 أغنية!
لا ننسى أشعار الأخوين الرحباني الجميلة كذلك، المسرحيات وتمثيلها الملتزم كذلك، إيمانها الدائم بان الموسيقى هي باب للإنسانية والحياة.
من رافقتنا في مراحل الطفولة وأمهاتنا تجدل لنا شعرنا صباحاً قبل الذهاب للمدرسة، من رافقتنا في الطريق بينما يصدح صوتها من مذياع السيارة أو مخابز البلدة، من رافقنا صوتها صباحاً لتزين المزاج كأنه سحرٌ ما، من رافقتنا كمعنى عندما كبرنا وأصبحت لنا شخصياتنا الحقيقية.
السيدة العجيبة صوتها سيلاً جارياً عذباً متفجر بعروبة وأصالة وإلتزام لا نظير له، فكيف لا نبتسم لها!؟
قد تستغرب لكنني لا أعرفها حقا ولم أفكر في البحث عن شكلها سابقا، أعرف أنها كانت تغني وقد أكون سمعت بعض الأغاني لها دون أن أعرف أنها هي، لكن أرغب في أن أطرح سؤال لمحبيها.. ماهو الشيء المميز بأغانيها مقارنة بباقي المطربين أو المغنين؟
من المغرب العربي، ولا أعتقد أن هذا له علاقة فالكثير من الأشخاص في نفس بلدي يحبونهم ومنهم والدتي تخبرني عن هؤلاء المطربين "لكن أنا لست متابعة لهذا النوع من الفن بشكل عام"، وأتذكر كذلك أنها كانت تتحدث أيضا عن أم كلثوم "وحتى هي لا أعرف شكلها ولا أعتقد أني سأتذكر أغنية لها".
كنت متيقناً أنك مغاربية، فبالنسبة للمشارقة، عدم معرفة فيروز (بغض النظر عن الإعجاب بها من عدمه) يشبه عدم معرفة صدام حسين أو ياسر عرفات أو جمال عبد الناصر!
هي رمز من رموز الثقافة والتاريخ المشرقي المعاصر شئنا أم أبينا، معظم الإذاعات المشرقية إلى وقت قريب لم تكن تبدأ البث الموسيقي الصباحي إلا بأغانيها!
أما المدعوة أم كلثوم، فأنا شخصياً لم أسمع لها أي أغنية! ولا أطيق صوتها وأعتبرها أحد أسباب الانحطاط بالذوق الفني في العالم العربي !!
أما المدعوة أم كلثوم.
المدعوة!
هذا غريب حقاً، شعرتُ بالإنفصال التام في تعليقك عن فيروز بهذا الشكل ومن ثم إنتقالك لأم كلثوم وقول هذا.
، فأنا شخصياً لم أسمع لها أي أغنية!
بالتأكيد استمتعت فكما كان صوت فيروز يصدح مثل بُلبُلٍ صباحي في الإذاعات، كان يتموج الليل بصوت أم كلثوم القيثاريّ بألحان من الخيال وطرب وضع في الأساس لها فقط.
هي كوكب الشرق كما فيروز جارة القمر.
وأعتبرها أحد أسباب الانحطاط بالذوق الفني في العالم العربي !!
هذا أغرب، إن كانت أم كلثوم سبباً في انحطاط الذوق الفني، ماذا تسمي ما تراه اليوم؟
كنت متيقناً أنك مغاربية.
بالنسبة للأشخاص الذين أعرفهم فئة قليلة منهم يعرفون أشخاص كهؤلاء من المشرق.
هي رمز من رموز الثقافة والتاريخ المشرقي المعاصر شئنا أم أبينا.
بسبب صوتها؟
أما المدعوة أم كلثوم، فأنا شخصياً لم أسمع لها أي أغنية! ولا أطيق صوتها وأعتبرها أحد أسباب الانحطاط بالذوق الفني في العالم العربي !!
وما الفرق بينهما؟
بسبب صوتها؟
صوتها أغانيها كلماتها إلتزامها عطائها إنسانيتها رسالتها سلامها وركوزها وطنيتها وعروبتها تمثيلها.
وما الفرق بينهما؟
لست صاحب التعليق الذي لا يحب أم كلثوم
لكن كما غنت فيروز للحياة في كل شعور، الحياة في الحب في الفرح في الكره بشكل راكز ولطيف.
غنت أم كلثوم للشغف في هذه المشاعر، الشغف واللوعة في الحب والاشتياق واللقاء.
لذلك أرى أن لكلٌ منهما جانباً مختلفاً، فيروز أطربتنا نهاراً وأم كلثوم أطربتنا ليلاً.
فيروز . كانت تمثل حالة الحياد اثناء الحرب الاهلية اللبنانية وربما باحثة عن السلام .
فهل اليوم تجد بالاهتمام الفرنسي طوق نجات لبلدها؟
ملاحظة على الهامش: حاليا الاقتصاد اللبناني منهار تماما والفساد الاقتصادي منتشر . في حين ان اكتشافات الغاز في البحر المتوسط تعني مليارات الدولارات المدفونة امام شواطء لبنان. فهل سوف يعجزو عن استخراجه دون مساعدة بانتداب فرنسي ( اقتصادي) جديد ؟ - يبدو الجواب نعم وهذا توجه الطبق المثقفة -
يمكن لمن عنده معلومات ادق ان يصحح كلام لا مشكلة
التعليقات