مُتبقي 4 أيام، وينتهي عام، ونبدأ بـ عام جديد... لذلك في الfداية كل عام، وكل الحسوبيين بألف خير

نحن الآن في شهر ديسمبر، حيث أنّه الشهر الذي ينظر في المرء إلى كل ما فعله طوال هذا العام... *انجازاته، ازماته، نجاحاته، مشاكله، تصرفاته، تفكيره، ، علاقاته، تطوراته، وحتى الأمور التي أدت إلى هذه المراحل، تقريبًا الأكثرية يفكر بكل شيء في هذا الشهر....

.

ومن الطبيعي أنّه خلال 365 يوم نتعلم الكثير من الأمور الجديدة، حتى لو كنت نائم على سريرك طوال هذه المدة سوف تتعلم الجديد، وهو أنّ النوم راحة، والعكس صحيح، وهو أنّ الراحة مضرة بالصحة، وأنّ التعب هو الطريق للنجاح، والراحة... فكل شخص ينظر للأمور من منظوره الشخصي.

.

بمعنى أوضح لو انت مهتم بالتاريخ جدًا وتعتبره محور الحياة، فأنا شايف ان اهتماماتك دي مملة جدًا، والأفضل تهتم بعلم النفس.. ولو انا عندي هوس خاص بمتابعة تفاصيل السينما، فانت شايف ان اهتماماتي نوع من الضياع اصلاً... فالدروس التي تعلمتها أنت قد اعتبرها بديهيات، وما اتعلمه أنا حاليًا قد تعتبره تافهًا، والعكس صحيح..

.

أتمنى أنّ يحكي لنا كل عضو هنا، ما هي أهم الدروس الحياتية التي تعلمها في 2019، وما هو مدى تأثير هذا عليه خلال الـ 12 شهرًا الماضية ....

======

ما تعلمته من دروس خلال 12 شهرًا

الراحة مضرة للصحة

أصبحت أومن بهذه المقولة بشكل كبير، وأنّ التعب؟ هو الطريق للنجاح، والراحة، وأنّ من يتعب في نهاره يرتاحه في ليله... لذلك إذا اردت أنّ ترتاح .. اتعب ... العمل راحصة صحية، وراحة نفسية... القلب يضخ الدم على مدى 24 ساعة طوال ما انت على قيد الحياة، عندما يتوقف ليرتاح، يموت الإنسان... لذلك الراحة كذبة.

.

وهنا لا يُقصد بالعمل ليل نهار... لأنّه في نفس الوقت العمل ليس بحياة، ومنذ بدء الخليقة، وأهمية العمل تكمن في أنّه يوفرلك حياة أدمية، ولا أقصد أنّ تقوم بتسخير حياتك للعمل فقط أو أنّ تأتي على حساب صحتك، والـ Inner peace بسبب العمل. ولكن أبتعد عن التسويف، والراجة الزائدة عن اللزوم، وعن تجربة شخصية مهما ما وصلت إلى الحرية المالية، وقد تظن أنّك سوف تبقى على هذا المستوى، وأنّه يمكنك تأجيل بعض الأعمال لحين آخر... لأنّه بدون أي أسباب قد تذكر، قد يحدث شيء يُرجعك للصفر صدقًا.

======

الوقت، وإضاعته، وتنظيمه

ما تعلمته خلال 12 شهرًا، هو أنّ الوقت أهم شيء في حياة أي شخص يعيش على هذا الكوكب، وأنّ عدم تنظيمه قد يجعلك تخسر الكثير من الأشياء، وخصوصًا إذا كنت سوف تعيش لسن الـ 70 عام.... أي 300 ألف ساعة فقط هي كل ما تملكه من حياة واعية لو قدّر لك أن تصل الى عمر السبعين... عمر محدود جداً بالكاد تستطيع أنّ تعمل به أي شيء أصلاً، بفرض انك أتممته، لذلك أحاول أنّ اتعلم أنّ أعطي كل شيء حقه... العمل أعطيه حقه، اللعب اعطيه حقه، الراحة أعطيها حقها، وهكذا، بدلاً من إضاعته في عداوات وبغضاء وكراهية وجدالات دائرية سخيفة لا تنتهي، او التدخل في خصوصيات الآخرين، وهذا ما تعلمته من البرود في الشخصية، الابتعاد عن أي مشاكل مع الآخرين، مهما كانوا مختلفين معي حتى لا أضيع وقتي معهم

======

التغيير الدائم في حياتي لا بد منه

تعلمت أيضًا أنّ الوقوف في مكان واحد، مُضر أكثر من الراحة، وأنّ عدم التغيير في طريقة تفكيري، أو عملي، أو تطور مهاراتي أو أولوياتي، سوف يجعل من حولي يسبقني بسنين ضوئية، حتى لو كنت أحصل على 4 أرقام شهريًا من الأرباح...

.

لذلك أصبحت دائمًا اتعلم المزيد ثم المزيد ثم المزيد، دون أي ملل أو تعب، ودائمًا ما أقوم بتغييرات كثيرة في عملي، أو شكلي، أو ملابسي، أو طريقة تفكيري، أو علاقاتي، أو اسلوبي لأن الحياة أصلاً تكمن في التغيير وليس في الاستقرار... على سبيل المثال في السنة الماضية بدأت بتعلم الافيلييت، والانخراط بعلاقتي مع من هم قدوة في هذا المجال، وحصل الكثير من التغييرات في طريقة تفكيري، بشكل رهيب، هذه السنة تعلمت التسويق بشكل جيد جدًا، وتخصصت في إعلانات فيسبوك وأواكب كل ما هو جديد من استراتيجيات، وبدأت العمل في شوبيفاي (التجارة الإلكترونية)... وتغيرت طريقة تفكيري أيضًا بالإضافة إلى اسلوبي، وعلاقاتي، ومن حولي، واصبحت اذهب إلى المؤتمرات ....

.

ربما هذا الدرس من أهم الدروس التي تعلمتها هذا العام، لأنّ طريقة تفكيري كانت سطيحة لدرجة لا توصف، و أن التطور يقول أنّ التنوّع في الصفات بيؤدي في النهاية لزياة احتمالات القدرة على النجاة.. الصفات الأصلح، والأقوى بتسود في النهاية، وتزيد معدلات نجاتها، وتتكاثر، وتبقى ..

.

وأنه يجب المحاول في تنمّية عادات، ومهارات، واهتمامات مختلفة، ومتنوّعة.. الأصلح، والأقوى منها يستمر، ويكون سبب في نجاتك، بدلاً من مواجهة الحياة بعادة /مهارة /اهتمام واحد قد يكون سبب في اندثارك.. لأنّ الطبيعة (السوق) - تحت أي ظرف - قد لا تتقبّل عادتك /مهارتك /اهتمامك الوحيد، وإن لم تحاول تغيير نفسك فلا فرق بينك وبين الحيوان

======

الاعتماد على النفس

صدقًا مهما كان لديك من أشخاص يستطيعون مساعدتك (اصدقائك /جيرانك/ أهلك /أقاربك)، لا يُمكن الاعتماد عليهم بشكل عام على سبيل المثال في المدرسة قالولنا أنّ في حاجة أسمها ظرف الزمان، بس ما قالولناش أنّ الزمان بيظرف جامد كده بمعنى أوضح إذا لم يكن لديك دائمًا بدائل أو خطط احتياطية في حال وقوعك في عملك، حياتك، نفسيتك، صحتك، لن تستطيع النهوض مرة أخرى إلا بصعوبة، ووقت طويل، لأنّ من حولك لن يستطيعوا دائمًا مساعدتك، ولو استطاعوا، لن يستطيعوا الوقوف معك بالمشاكل الكبيرة أو الشخصية، وخصوصًا إذا كانوا من الأشخاص المحدودين أو الذين لا يملكون طاقة كافية لمساعدتك.

======

أقتناعاتي

زاد اقتناعي أنّ عدم التقدير سواء على الشق الشخصي كمواقف أو علي الشق المهني تأتي من "الأشخاص الذي انت ساعدتها، وقمت بإعطاءها الأكثر، وذلك بسبب أنّهم اسحوا أن الموضوع أصبح عادي سهل، وعادة"، وأنّه على التوازي سوف تتفاجئ بالتقدير من أشخاص غريبين، كل الذي يربط بينك، مجرد عمل بسيط، حيث سوف تجدهم منبهرين، ومُقدرين لتعبك بشكل جميل جدًا

وكمعاملات شخصية، أحيانًا الأهتمام، والتقدير الزائد عن حده يفقد من قيمتك، وليس الجميع سوف يراعي ظروفك، أو وقتك، وعندما يقومون بخسارتك سوف يعرفون قيمتك، واثناء العمل يجب أنّ تتعامل بمبدأ 1 + 1 = 2

======

 أتمنى أن يشاركني الجميع بأهم الدروس التي تعلمها هذا العام، تفصيلة صغيرة لفتت انتباهه، طريقة تفكيره للتعامل مع الحياة اثبتت نجاحها، تفكير معين أدى إلى إنقلاب جعله يكتشف الكثير من الزوايا التي لم يمر بها مُسبقًا..

وأتمنى أن ينتهي هذا العام على خير لنا جميعاً ..