#الأسير مش مجرد رقم
تسنيم صعابنة
ليس رقمًا نفرح بتدوينه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ولا رقم يتم تسجيله في كتب التاريخ كإنجاز يُحتفى به، وإنما ملف يلاحق عجزنا وضعفنا أمام تضحيات قدّمها الأسرى الفلسطينيون، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الكثير من التفاصيل التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، أعمارهم تذوب خلف القيود، يعيشون في عالم مظلم ومحكم الإغلاق، يتحكم في حياتهم مجموعة من الطغاة المحتلين.
الأسير مش مجرد رقم، حملة فلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتذكير بالأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يعرض الناشطون قصة أسير فلسطيني، وتفاصيل حياته، ثم يتحدون أصدقائهم لعرض قصة أسير آخر.
الحملة انطلقت إلى جميع أنحاء فلسطين المحتلة، ويقوم عليها أسرى محررون وناشطون فلسطينيون، وطلاب الجامعات وغيرهم.
وستضمن الحملة فعاليات وأنشطة مختلفة، يشارك بها العديد من أهالي الأسرى، ويقوموا بسرد تفاصيل حياة أبناءهم الأسرى الصعبة، التي يقضونها خلف جدران السجون.
لا شك بأن هذا التحدي له قيمة كبيرة، ودور مهم في إنعاش ذاكرة الشعب الفلسطيني، والتذكير بأن قضايا الأسرى وقصصهم ليست أمرًا يخصهم وحدهم، أو أحد من أحزابهم، بل هي قضيتنا جميعًا، قضية الشعب الفلسطيني صغيرًا وكبيرًا، ذكورًا وإناثًا، وهذه الحملة ما هي إلا بمثابة لمسة من الوفاء تجاه أسرانا البواسل، وقضيتنا الفلسطينية.
"الأسير منصور صالح منصور شريم (42 عاماً)، من سكان محافظة طولكرم، كان مصيره الأسر والاعتقال والحكم بالسجن المؤبد، وعزل متواصل، ويقبع في سجن نفحة.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير شريم بتاريخ 22/11/2002م، بعد عامين من المطاردة، بعد نصب كمين له في مدينة البيرة، ومحاصرة المنزل الذي يتواجد فيه، وقد نقل إلى التحقيق المركزي مباشرة، وأمضى أربعة أشهر كاملة متنقلاً بين تحقيق المسكوبية والجلمة، وحرم خلالها من رؤية أحد، سواءً المحامي أو أفراد عائلته.
وبين إعلام الأسرى بأن النيابة العسكرية أعدت لائحة اتهام للأسير شريم تضمنت العشرات من التهم، أبرزها قيادة مجموعة عسكرية نفذت العديد من العمليات العسكرية التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود والمستوطنين، وقد أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكماً يقضي بالسجن المؤبد المكرر 14 مرة، إضافة إلى 50 عاماً أخرى، أمضى منها حتى الآن 19 عاماً."
يشار إلى أن الأسير شريم تعرض كذلك للتحقيق خلال اعتقاله بعد الحكم عليه أكثر من مرة، ورغم كل تلك الممارسات القمعية استطاع شريم أن يحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من داخل الأسر.