لماذا لا أستطيع أن أكون اجتماعية كباقي الناس
اشعر دوما لربما بالخوف من شيء ما لا أعرفه
ومن شيء من نقصان الثقه
وان هناك حاجز بيني وبينهم لا اعرف هل الخطب بي ام بهم في هذا الحاجز ام انني من اصنعه
دوما ما اختبىء في غرفتي من شيء ما اجهله
مرحبا صديقتي ، ، ،
سأذكر لك تجربة احدى الصديقات، كان عندها مشكلات نفسية والحمد لله ليست معقدة، مشكلات مثل التوتر والقلق والافكار السلبية والسيطرة عليها وايضا التردد وامور مثل هذه، وجربت الذهاب للاطباء والمعالجين النفسيين ، ووصف بعضهم لها أدوية واخرون وصفوا كتب لقراءتها وأفلام لمشاهدتها ... الخ.
وتبين لها بعد فترة انها أكثر خبرة بنفسها من اي طبيب، واي منهم علاجهم يطول ويطول، كما انها كونت خبرة وثقافة قوية من خلال قرائتها للكتب والمقالات العلمية ، وطبعا تأكدت منهم ان حالتها ليست خطر او مؤذية، فقررت ان تتقرب من نفسها، وتتحاور معها من خلال جلسات التأمل، فمثلا تجد نفسها لا تريد الخروج ومتوترة وتصرخ في اطفالها وتتذمر من كل شيء، فتجلس في مكان هادئ وتسأل نفسها السؤال تلو الاخر: انا كنت طيبة ، ما الذي حدث وازعجني ؟ هل مكالمة فلانة ؟ أو هل هو الخبر الذي سمعته في اتلفاز ، أو عندما تذكررت كذا وكذا ... الخ، حتى تصل مع نفسها لسبب الضيق الذي ألم بها، وفي حالتك السبب الذي يمنعها من الخروج.
وطالما عرفت السبب تبدأ بعد ذلك في وضع الحلول والاختيار من بينها .. وبالتدريب تعلمت كيف تداوي نفسها.
ونصيحتي لك ان تكثري القراءة في علم النفس وخالصة العلاج المعرفي السلوكي، وتتسامحي مع نفسك ومع الاخرين وتتعرفي على عيوبك ومزاياكي بصدق وكيف تستفيدي من هذه لمواجهة تلك.
حاول/ي مواجة هذا الخوف وهذه الرهبة وحتي وان لم يحلفك الحظ في المرة او المرات الاولي فحتما ستصل الي غايتك وليس الحل في الاختباء وعلم انه ليس بارادتك انما في الدافع الذي يحرك لهذا فاجعلي من دافعكي إذن موجها الي خطوة اخري غير المعتادة تحاولين من خلالها الدخول في المجتمع قدر المستطاع ومع المحاولة ستصلين الي غايتك.
الشئ الذي نغفل عنه دائماً هو اختلافنا عن غيرنا، من حيث المشاعر والأفكار والعوامل التي كونتنا سواء الوراثية أو تجاربنا التي عشناها وتعلمنا منها، ولأننا نغفل عن تلك النقطة المهمة نقارن أنفسنا بغيرنا ونظن بأننا سيئين جداً مقارنة بهم..وهذا خطأ بكل تأكيد.
الحل الأول لما تعانيه من ضيق يكمن في تصالحك مع نفسك وتقبلك لها بما هي عليه من "حب للإنعزال" أو "رغبة في الوحدة" وعليك بهذا التقبل الغير مشروط طالما لا تشعرين بأذى، أتفهم الأذى الذي تشعرين به في هذه الآونة بكل تأكيد.. وأرجح أن سببه عدم تقبل ذاتك.
حاولي التصالح مع نفسك كخطوة هامة جداً للإبتعاد عن شعور النقص الذي يداهمك بسبب العزلة والخوف من الناس، فإذا لم تجدي أي فائدة وازداد الأمر في التعقد، وأصبح هذا الخوف من الناس خوفاً مرضياً، فهذا يسمى "رهاب اجتماعي" يتوجب تدخل استشاري نفسي ليساعدك من تجاوزه بصورة أسرع.
التعليقات