آبائنا وآمهاتنا هم من يكونون بجوارنا عندما نواجه مصيبة أو عندما نحتاج نصيحة هم أول من نسأل وهم أول من نشاركهم بفرحنا وبحزننا وهم أدرى من غيرهم بمصلحة ابنائهم لكن هنالك بعض الأولياء يرون انه من حقهم السيطرة الكاملة على اطفالهم وتفكيرهم ومستقبلهم، حسنا كـ مثال رغبة الطفل المستقبلية في العمل، هنالك بعض الاولياء يفرضون رأيهم على ابنائهم في هذه النقطة، والمراقبة المفرطة للابن التي قد تتطور وتصبح تطفلا في بعض الأحيان، أن يكون لك ابن من لحمك ودمك لا يعني أنه عبدك أو انك صانعه لتفرض عليه رأيك أو تتحكم به، الأولياء لهم الحق في توجيه الطفل ومساعدته ورعايته واتخاذ قرارات صارمة من اجل مصلحته، لكن لايجب ان تتعدى الحدود.
سيطرة بعض الأولياء على الأبناء .. ما رأيك؟
صدقني ليست المسألة فرض سيطرة..
إنه اعتقاد آباءنا بأننا ما نزال قليلو الخبرة، وأنهم تذوقوا من مرار الحياة ما يجعلهم قادرين على رؤية الأمور بشكل أكثر اتساعاً من الزاوية التي نرى نحن بها تلك الأمور..
طبعاً هذا اعتقاد مبني على الحبّ الشديد.. وله مآخذه كذات حسناته..
لكن أعتقد أيضاً بأن الأبناء أصبحوا قادرين على الدفاع عن ما يظنونه حقوقهم..
يمكنني أن أضع تجربتي هنا
في الابتدائية والإعدادية كان لي صديقي المقرب "عبدة" صاحب ذكاء ليس بالعالي لكنة فوق المتوسط بكثير ربما أذكي مني كان مهتماً بالرياضة ونظرياتها المعقدة.
فكان كلما خط أستاذنا بعض المشاكل الرياضية وطلب منا الحل كان هو أول المساهمين ليس فقط من خلال حل واحد فقط لنفس المشكلة ربما كان يتعدى الأربع حلول للمشكلة الواحدة فكان يثير دهشتنا واستغرابنا بشكل كبير اتفقنا في الابتدائية على حبنا للمجال الهندسي فنحن بارعين بالرياضيات وحل التعقيدات وتوجهنا إلى الإعدادية ازداد شغفنا أكثر أصبحنا أكثر استمتاعاً بحل تعقيدات الرياضة وفهمنا أننا في طريقنا الصحيح نحو دراسة الهندسة لكن حدثت الفاجعة....
كنا في السنة الأخيرة قبل التوجه إلى دراسة الثانوية ومنها الوصول إلى الكلية لتحقيق الهدف. تفاجأ صاحبنا بتبريرات الأهل غير الواعيين بعدم قدرتهم على تحمل أعباء دراسة الثانوية وقاموا بإرغامه على الدخول لمدارس فنية ليعمل بعد ثلاث سنوات فقط بأحد شركات المياه كعامل وفني يقوم بالحفر يومياً لاستخراج التالف والمكسورمن مواسير المياه تخيل يا صديقي ما حدث لهذا العقل الفذ بسبب قرار غبي لم يدرس مع العلم أنهم لديهم أملاكهم الخاصة وأكثر منا غناء لكنهم لم يتركوا الفرصة لولدنا أن يعترض حتى وهو تنازل عن حلمة بكل بساطة في الحقيقة لا الومه على ذلك فهو يعرف ان كل ما عليه هو الطاعة ولا يحق له الاعتراض ، على الرغم من سني الصغير في ذلك الوقت ذهبت إلى بيته وقابلت والدته وحاولت أن افهمها بان ولدها له مستقبل باهر يمكنه دراسة الهندسة معي لا تقضوا على مستقبله بحجج واهية لكن لم ينصتوا لنصيحتي تخيل أن كل ذلك بسبب تحكم الأهل في قرار ومستقبل هذا الولد.
للأسف انا اعرف الكثير حدث لهم ماحدث لصديقك, فهناك اشخاص من صغرهم يبدعون في الرسم مثلا واجبرهم آوليائهم الى اتباع مهن لايردونها مثل الطب والهندسة والخ ... هذه تعتبر سيطرة واستعباد للبشر وليس حبا للولد أو لمصلحته, الله خلقنا مختلفين هناك من يبدع بالرسم وهناك من يبدع بالنحت وهناك من يبدع بالرياضيات وهناك من يبدع بالعلوم والخ..
حقيقًة الآباء والأمهات قد يرتكبون أخطاء في تربية أبناءهم وهم لا يدرون، فبدلًا من معالجة سلوك الأبناء من خلال التوجيه ومصاحبتهم، يتخذون أسلوب خاطيء يؤثر على الأبناء بشكل سلبي من خلال السيطرة عليهم والعمل على تسييرهم وفقًا لرغباتهم أو أن يتركوا ابناءهم بدون نصح أو توجيه، فللأسف الأبناء يقعون ضحية نتيجة عدم اتباع طريقة تربوية صحيحة من قبل الأهل.
هناك شيء يهملوه الأباء وهو أن الأبناء يمرون بمراحل عمرية مختلفة، فمرحلة المراهقة تختلف عن الطفولة وكذلك مرحلة الشباب تختلف عن مرحلة المراهقة، ناهيك بعدم اهتمامهم لم يحدث من تطورات تكنولوجية من حولهم.
أعرف أب يقوم بتربية ابناء من خلال لجؤه للعصا، حيث جعل من منزله بركان قد يثور في أي لحظة، وللأسف هو يعتقد بأنه إن لم يستخدم العصا، سيخرج جيلًا غير واعدًا في المستقبل حسب اعتقاده، الآن كبروا وأصبحوا في مرحلة الشباب، بعضهم ليس لديه شخصية، أشعر بأنه ضعيف وتائه ولا حول ولا قوة له أم البعض الآخر؛ أصبح يأتي بالمشاكل لأبيه كل يوم.
فيبدو أن طريقة تربية الأب انقلبت عليه وانعكست على سلوك الأبناء، فكان من البداية، أن يتخذ أسلوب جيد ومناسب في التربية لا أن يقسو أو يترك لهم الحبل عل الغارب، فلو مسك العصا من الوسط وصاحب ابناءه وأخذ بأفكارهم وناقشهم حول حياتهم الشخصية والتعرف على أصدقاءهم، لما حصل ما حصل مع هذا الأب الذي يتحسر على تربيته الخاطئة.
التعليقات