(يُتم إبن المطلقة )

عندما أنظر لعيون زملائي أرى في محلامحهم أيدي أمهاتهم

تلك العناية التي وُهِبَت حرمت منها , ولكن وأمي على قيد الحياة , عيون فرحة تنطق بالحياة , في ثنايا نظراتهم الأمان

ماذا ارى وكيف ارى وما الأثر ؟

ارى فرحة تنطق بها العيون المطمئنة في نفوس من يصحى على صوت أمه تنبهه للذهاب لمدرستة وهي تعد له الفطور ,حتى قنينة الماء تخاف عليه من التلوث وتعطه صروفه ,والأجمل صوت الدعاء ..

وعندما يعود يفتح الباب منادياً امه فأين انتي يا أمي !

عندما يبكي زميل لي أعلم انه سيعود الى البيت ليجد حضن امه الدافيء يبث حزنه فيه

وعندما يفرح بأنجاز او اجتهاد سيجد عيون فرحة تستقبل فرحته بفخر

وعندما يمرض سيجد من يسهر الليل يتألم اكثر منه

وعندما يُضل الطريق سيجد من يمد يده بنصيحة ويتتبع له خطى المسير ويدعمه حتى بأخطاءه

فالأم وحدها من تساند ابنها حتى وان اخطأ

أما انا فأصحى من نومي بصمت لوحدي , لا اريد ان ازعج افراد البيت المنهمكين بأنفسهم , فليس من العدل ان تستيقذ زوجة ابي من اجلي وهي تسهر معظم الليل على اخي الرضيع واصلا ليس لي حق بمطالبتها فأنها ليست أمي , قد أجد أبي يسألني هل تحتاج شيء .. سؤال عابر .

فما حكايتي مع أمي : أمي حنانها مقيد وأسير

زيارات بمواعيد يغلفها الألم فلحظة رؤيتها احمل همّ لحظه وداعها المرير.

امي كانت تضرب وتهان ولم تعامل معاملة الأنسان احتملت ما لا يحتمل بلا جدوى وبالنهاية آثرت الحرية على العبودية المقيتة ,مع أني لا ارى تلك المعاملة تتكرر مع زوجة ابي , ومع ذلك أبت أمي ان تتزوج مرة آخرى لكي لا تصّعب الامور عليّ .

لكن هل يكفي .. إني أريد قلبها الذهبي لجواري في حلي وترحالي كأي إبن

أريد ان ارى بشائر وجهها تدعمني وتساندني بكل خطوة

نعم ان الطلاق بغيض .. مذاقه الحنظل ودربه الشقاء للأبناء

لازمتني عقدة الطلاق كظلي , فأني أسمع همساتهم وقد اطلقوا عليّ لقب ( إبن المطلقة )

فأذا وجدتم الطريق مسدود فابحثوا عن سبب للبقاء وقد أكون انا وحدي السبب , ليست أنانية ولا صرخة ضد الطلاق ولكن على الأم حين تشعر بهبة الرحمن لها ( بأبن بأحشائها ) أن تجعله ركيزة حياتها الأولى , وتعلم انه الأمانه المهداة من رب العباد , فلتسأل نفسها انا ام هو ؟ ولا تكن أجابتها الا ب ( هو )

لانها بعد الرحمن من تهبه الحياة فلا تتركه لعذاب الحياة !

عليها ان تشعل من روحها مشاعل سعادته , وتحمه حتى من نفسه

فماذا يفعل الأهل ولماذا يربوا الا ليجدوا انسان قوي سليم يتمتع بصحة نفسية وثقة وتفانيّ وعطاء

لتبدأ كل أم بنفسها وتسّخر أمومتها بشكل سليم وطريق قويم , وتصبر فستجد أن الله سيكافأها بأبنائها بصحتها ويحميها من الزمن المرير .

ومن يدري قد يتغير زوجها حين يرى تدفق المحبة الجارفه في بيته .

اسراء عبوشي