حرصنا على الدنيا دفع الكثيرين إلى هجران الكثير من أقربائهم وحتى أهلهم. تفككت صلة الأرحام اليوم، وأصبحنا غرباء فيما بيننا، لا يلتقي الواحد مع أخيه ابن أمه إلاَّ في مناسبات قليلة وعلى مضض، ووصل الحال بنا حتى أننا لا نطلع على أحوال بعضنا إلاَّ في المناسبات التي نختارها نحن.

قطيعة الإخوة

إن هذه القطيعة التي انتشرت اليوم بين الناس وبين الإخوة مردها في الكثير من الأحوال إلى التنافس على الدنيا.

الانشقاقات الأسرية:

أغلبنا أصبح مادياً، يسعى وراء الكسب والجمع بكل الطرق ونسي العديد منا واجبه تجاه أخيه أو صلة الرحم التي تربطه به، فبمجرد وقوع مشكلة حتى ولو كانت صغيرة ولا تتطلب ضوضاء

تجد العديد منا اتخذها عذراً للقطيعة، ويشتكي أخاه إلى كل من حوله، ويلتمس كل طرق الخلاص لكي يهجره وكان عليه السعي إلى الصلح الذي هو خير الأمور، لكنه يطرق باب الهجران قبل الوصال، ويحدث هذا الانفصال الذي يبدأ بالتدرج حتى يصل إلى مرحلة نسيان الأخ لأخيه ويصبح لا يعرف عن أحواله إلا المعروف عند عامة الناس وكأنهما شخصان غريبان عن بعضهما، لم يكبرا جنباً إلى جنب ولا تحت سقف واحد.