سنبدأ هذه الرحلة الصغيرة , في مزرعة ليست بالصغيرة و ليست بالكبيرة ... وكان يا مكان ,, في قديم الزمان ......

كان في مزرعة كان بها , مزارع "الفلاح" و كان بها حمار " أعزكُـم الله" ..

فكان في ذاك اليوم , ذاك الحمار الصغير يجتهد و يجتهد و يجتهد في أعماله , فكان هو من يحرث الأرض و كان هو من يحمل البرسيم و من يرفع الأثقال و يجر عربة الفلاح .. حتى جاء ذاك اليوم ..

في ذاك اليوم , غضِب الحمار , غضبا شديدا ,, حتى نفر و لم يعمل بأي شي منذ مدة , فكان غاضبا جداا !! ..

إلى أن جاءه الفلاح , جاءه بالسوط ليضربه , و لكن تفاجئ الفلاح بشئ غريب جدااا .. ألا والحمار قد تحدث !!

فقال الحمار للفلاح : نحن قومُ "الحمير" نتعب و نتعب و نتعب , لكي تأكلون أنتم يا معشر "البشر" ألذ الطعام بأشكال و أشكال و أشكال و أنواع من الطعام , تأكلونه نظيفا و على المائدة !! .. أما نحن من يجتهد في عمله , لا نتحصل إلا على وجبة من البرسيم , نأكله في ثلاث من الحصص , في الصباح و الظهر و العشاء ,, وأنتم ألف نوع خضار و ألف نوع فاكهة ..

فقال الفلاح المتفاجئ : اذا كنت تتحدث , فلماذا لا تتحدث من الأول و قلت لي هذا من الأول !! .. لماذا الآن ؟؟؟!

فقال الحمار الغاضب : لم أستطع أن أتحمل , و أردت أن أسترد حقوقي , أنا و باقي الحمير " قال متفاخرا "

فقال الفلاح : إذا بماذا تطالب ؟؟

فقال الحمار : أن أكل من ما تأكلون و أن أشرب من ما تشربون و أن أتناول الطعام في المنزل مثلكم و على الطاولة " قال ظاهرا اللطف على وجهه "

فقال الفلاح : حسننا ولك ذلك و أكثر ... فتفاجئ الحمار بذلك الكلام ...

فقال الفلاح : ولكن هناك مشكلة ,,

الحمار : ماهي ؟؟

الفلاح : يوجد داخل المنزل , أسد ...

الحمار متفاجئ ... : أسد داخل المنزل .. رد الفلاح : نعم ..

الفلاح : أنت كنت تجتهد في عملك كي أحضر الطعام لذاك الأسد حتى يشبع , حتى لا يأكلني و لا يأكلك ...

الحمار ذو الوجه الأحمر : الفلاح كان يحميني من الأسد طوال الوقت , والآن أقول له كلام مثل هذا الكلام و لا أشكره .. يجب علي الآن أجتهد في عملي من جديد ,, بل و أكثر .. و أكثر ,, ويجب علي تنقيص وجبات البرسيم , حتى لا أُصاب بالسمنة و الخمول , و حتى يأخذ الأسد نصيبي من طعامي , حتى لا يأكلني ,,, هيا , هيا , هيا يجب أن أعمل الآن ..

الفلاح : الحكومات الغربية

الأسـد : الإرهاب

الحمار " أعزكم الله " : العرب

أنا لا أصف العرب بالحمير " أعزكم الله" ,, أخذتها لكي تكون عبرة , ليس إلا ...