مصطلح شهير نسمعه كثيراً في منشورات تتبنى نظرية المؤامرة للتهجم على الدولار والنظام المالي الأمريكي والتنبؤ بإنهياره قريباً.
قبل الحديث عن صدمة نيكسون سأعطيكم لمحة موجة عن أنظمة أسعار صرف العملات:
1- الصرف بالذهب 1870 - 1913
طبقت تلقائياً بين دول العالم وقواعده:
1- تثبيت سعر صرف العملة عند وزن معين من الذهب
2- السماح بالتحويل الحر بين العملة والذهب عند هذا السعر
3- عدم فرض عراقيل على استيراد وتصدير الذهب
4- اصدار العملة الوطنية بغطاء ذهبي فقط
5- يتحدد سعر العملة دولياً بحسب اجمالي العرض والدولي العالمي على الذهب
خرجت الدول عن هذه القاعدة بسبب الحرب العالمية الأولى
2- نظام بريتون وودز
اجتمعت 44 دولة في مدينة بريتون وودز في نيوهامبشاير في أمريكا عام 1944 وعملت على وضع نظام يحقق فوائد نظامي أسعار الصرف الثابتة والمتغيرة
يسمح هذا النظام للدولة التي لديها فائض او عجز في ميزان مدفوعاتها ( حساب يقارن الأموال الداخلة للدولة مع الخارجة منها فلو كان الداخل أكثر من الخارج يكون هناك فائض) أن ترفع أو تخفض من قيمة عملتها ، ويعني هذا النظام بأن كل دولة تحدد قيمة عملتها بوزن ثابت من الذهب أو الدولار مع السماح بحدوث تقلبات في حدود 1 % صعوداً أو هبوطاً
ونتيجة احتفاظ معظم المصارف المركزية في العالم بجزء كبير من احتياطياتها بالدولار أو اذونات الخزانة الأمريكية أصبح الدولار عملة احتياطي رئيسية في العالم .
3- قاعدة الصرف الثابت بالدولار
تحول نظام بريتون وودز إلى نظام صرف ثابت بالدولار لأن كل دول العالم تقريباً عدا امريكا أصبحت تملك احتياطي كبير بالدولار وهكذا صارت أمريكا دولة منفعلة بهذا النظام الدولي
فشل نظام بريتون وودز لثلاثة أسباب:
1- لم يعد هناك سيولة كافية لأن نمو عرض الذهب العالمي 1.5% بينما نمو التجارة الدولية 7%
2- الدولار عملة احتياطي دولي رئيسية وأمريكا مستعدة لبيع وشراء الذهب عند سعر الأونصة 35 دولار ، لكن كمية الدولارات في المصارف الاجنبية يفوق حجم الذهب الذي تملكه أمريكا بالتالي أصبح الوضع خطر وهناك مشكلة ثقة.
4- التعويم
في يوم 15- 8- 1971 ( أي مثل هذا اليوم ) قرر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إيقاف إلتزام أمريكا بتحويل إحتياطات الدولار إلى ذهب ( وهو ركن نظام بريتون وودز). وقال أن سعر صرف الدولار لن يكون ثابتاً بل يتحدد بقوى العرض والطلب في السوق. وتتدخل الدولة من خلال نفس آلية العرض والطلب للتأثير على السعر.
لماذا فعلت أمريكا ذلك؟ السبب هو حرب فيتنام المكلفة التي دارت منذ 1956 حيث احتاجت أمريكا المزيد من المال لتغطية مصاريف الحرب لكن كل ما لديها من دولارات مغطاة بذهب لم تعد كافية. ولم تتمكن أمريكا من طباعة دولارات إضافية لأن الذهب عندها كله كان يغطي بالأصل دولارات سابقة. هنا كان لابد من الخروج عن القاعدة وطبع دولارات بدون رصيد ذهبي مقابل لها.
ذات يوم طلبت فرنسا تحويل ما لديها من دولارات إلى ذهب عملاً بنظام بريتون وودز الذي ينص على ذلك لكن أمريكا عجزت عن تنفيذ هذا الأمر لأن كل الذهب الذي لديها أقل من التغطية وطلب أمريكا بالتالي كان لابد من صدور قرار رئاسي بفك إرتباط الدولار بالذهب وهو ما أدى لإنخفاض سعر الدولار بشكل كبير
التعليقات