يرتبط مفهوم المخاطرة بحصول حدث يجعل الشركة أو المؤسسة غير قادرة على تحقيق أهدافها. ويلاحظ في الكثير من الأحيان، أن بعض الشركات، تلغي خطط توسعية لها لأنها تجد نسبة المخاطرة في مجال معين مرتفعة بالنسبة لها.

لكن لا يمكننا تصور مشاريع أو أعمال بدون مخاطر، فالمخاطر جزء من الحياة. أمام هذه الحقيقة، ما الذي يمكننا لرواد الأعمال القيام به اتجاه المخاطر التي يمكن أن تعترض أعمالهم؟

 قبل أن نبدأ في التعرف على استراتيجيات إدارة المخاطر، دعونا نفهم ما الذي تعنيه كلمة مخاطرة؟

 المخاطرة Risk هو حدث مستقبلي يمكن أن يتحقق أو لا على أرض الواقع، وفي حال حدوثه فهو يمكن أن يؤثر بطريقة إيجابية على المشروع وهو ما يطلق عليه الفرصOpportunity ، أو بطريقة سلبية على المشروع أو الشركة، وهو مفهوم المخاطرة السلبي الذي نعرفه أو التهديد Threats

تتميز المخاطرة بعاملين، احتمال وقوعها Probability ، الذي يمكن أن يصنف من قوي إلى ضعيف، وقوة تأثير المخاطرة Impact على أهداف الشركة، بعض المخاطر يكون لها تأثير قوي وقد تكون كارثية، والبعض الآخر يكون لها تأثير ضعيف.

طيب، كيف يمكننا إدارة المخاطر؟

أولا، جرد وتحديد المخاطر

أول ما نقوم به، هو جرد المخاطر الذي يمكن أن تتعرض لها الشركة ، أو المؤسسة أو المشروع. ونقوم بهذا الجرد، عن طريق سؤال خبراء في الميدان، أو الرجوع إلى البيانات والدرورس المستفادة من مشاريع سابقة مشابهة، أو عن طريق تقنيات العصف الذهني.

ثانيا، تقييم وتحليل المخاطر

بعد جرد المخاطر، نقوم بتقييمها وتصنيفها، تصنف في مجموعات، مثلا مخاطر مرتبطة بالموازنة، مخاطر مرتبطة بالظرفية الاقتصادية، وما إلى ذالك...ثم بعد ذلك نعمل على تقييمها وإعطاء قيمة لمدى احتمال وقوعها ولقوة تأثيرها وذلك يكون أيضا بسؤال خبراء مختصين في الميدان، وبالاعتماد على سلم القياس المستعمل في الشركة( سلم من ثلاث قيم مثلا، احتمال ضعيف، متوسط، قوي) وكذلك قوة تأثير ( ضعيفة ، متوسطة، قوية) ، ومن هنا نقوم بترتيب المخاطر لدينا حسب الأولويات، فالمخاطر ذات الاحتمال الوقوع القوي والـتأثير القوي، هي المخاطر التي تكون ذات أهمية قصوى كبيرة، والتي يجب أن نوليها اهتماما كبيرا. نقوم بوضع استراتيجيات للتقليل من احتمال حدوثها أو التخفيف من قوة تأثيرها.كما يتم إجراء تحليل نوعي للمخاطر لتصنيفها، وفي حالة المشاريع الكبيرة والمخاطر ذات الأولوية القصوى يتم عمل تحليلات كمية حسابية باستعمال تقنيات إحصائية، وبرامج تعتمد على معادلات رياضية.

كل هذا جيد، لكن ما هي خطط الاستجابة للمخاطر التي يمكننا القيام بها؟

 نميز هنا بين خطط الاستجابة للتهديدات، وخطط الاستجابة للفرص.

ثالثا، خطط الاستجابة

  1. خطط الاستجابة للتهديداتThreats :

نقصد بالتهديدات هنا المفهوم السلبي المتداول للمخاطرة، وتوجد 5 خطط استجابة متعارفة في هذا المجال:

  • التصعيد:Escalation في حال كانت المخاطرة، أكبر مما يمكن إدارته، أو تقع خارج نطاق المشروع أو القسم، فيمكن تصعيد إدارة المخاطرة إلى هيئة عليا في المؤسسة أو الشركة، لديها صلاحيات أكبر.
  • التجنبAvoid : تجنب العمل المؤدي إلى المخاطرة، في حالة احتمال كبير لوقوعها أو وجود تأثير قوي لها، كتجنب الاستثمار في بلد غير مستقر سياسيا وهناك احتمال كبير لوقوع انقلاب عسكري فيه مثلا، أو نشوب حرب أهلية.
  • التحويل Transfer تحويل تأثير المخاطرة حال وقوعها إلى طرف ثاني، كشراء تأمين عن الحرائق مثلا.
  • التخفيف Mitigate نقصد بالتخفيف هنا وضع استراتيجيات لتقليل احتمال حدوث المخاطرة أو إضعاف قوتها حال حدوثها، كمثلا وضع معايير للسلامة والعمل حسبها في الورش، من أجل التقليل من احتمال حدوث حادث أو تخفيف حدته بارتداء الخوذة مثلا من طرف العمال.
  • القبولAccept تقبل حدوث المخاطرة وعدم القيام بأي إجراء، ويتعلق الأمر هنا بالمخاطر ذات الاحتمال الضعيف أو

التأثير الضعيف، حيث تتم مراقبتها فقط دون اعتماد أي إجراء احترازي.

2.خطط الاستجابة للفرص Opportunities

الفرص هي مخاطر إيجابية يمكن أن تحدث مستقبلا، وفي حال حدوثها يمكن أن تؤثر إيجابا على أهداف الشركة أو المشروع، كاحتمال انخفاض أسعار المواد الأولية مثلا، أو احتمال إنتاج تقنية جديدة في السوق تعمل على رفع الانتاجية أو غيرها..وللاستفادة أكثر ما يمكن من الفرص يمكن إدارتها بالشكل التالي:

  • التصعيد:Escalation في حال كانت الفرصة، أكبر مما يمكن إدارته، أو تقع خارج نطاق المشروع أو القسم، فيمكن تصعيد إدارة الفرصة إلى هيئة عليا في المؤسسة أو الشركة، لديها صلاحيات أكبر.
  • الاستغلال Exploit: الفرصة هي مخاطرة إيجابية يحب اقتناصها ليتم استغلالها، لذا فيجب العمل على الرفع من احتمال وقوعها( بعكس المخاطرة التي يجب التقليل من احتمال وقوعها) كوجود مناقصة بقيمة كبيرة من مؤسسة حكومية، يجب استغلال الفرصة،و السعي للحصول على المناقصة، بعمل عرض تقني مميز، الاستعانة بخبراء، توظيف كفاءات في المجال وغير ذلك.
  • المشاركة Share:في حال ظهر للشركة أنها عاجزة عن التكلف بالفرصة لوحدها، فيمكنها الاستعانة بشركة أخرى وتقسيم الأرباح الناتجة عن الفرصة بينهما، ففي مثال المناقصة مثلا، إن وجدت الشركة أن مواردها التقنية والبشرية غير قادرة على إنجاز مشروع المناقصة فيمكنها أن تنضم إلى شركة أخرى توفر لها ما يلزمها ويتقاسمان أرباح المشروع.
  • التحسين :Enhace: نقصد بالتحسن هنا،العمل على وضع خطط للرفع من التأثير الإيجابي للفرصة، كجعل الموظفين يعملون بشكل أكبر أو توظيفين موظفيت جدد من أجل الانتهاء قبل موعد المشروع والحصول على المكافأة التي وضعها العميل في حال تم تقديم المنتج له قبل الموعد المحدد.
  • القبول Accept : قبول وجود الفرصة، ولكن عدم وضع أي خطة استباقية لجلبها، ويخص هذا الأمر الفرص الضعيفة.

أتمنى أن يكون هذا التعريف الموجز بإدارة المخاطر قد غير النظرة السائدة عن المخاطر.أظن أن كل واحدا منا يقوم بهذه الخطط دون أن يعي بذلك. هل بإمكانكم مشاركتنا أمثلة عن التخطيط للمخاطر؟

هل تهتم المؤسسة التي تعملون فيها بإدارة المخاطر وكيف تقوم بذلك؟.