يوجد العديد من الأشخاص يقولون انهم يستطيعوا أن يعيشوا وحدهم بدون اصدقاء و يقللون من اهمية الصداقة ف تسائلت اذا كانت للأصدقاء أهمية من الأساس
ما هي اهمية الصداقة في حياتنا؟
لا يمكننا أن نقول بأن تكوين الصداقة غير مجدِ، لأن هذا غير صحيح البتّه، اليوم الكثير من الدراسات النفسية تدعم تكوين أصدقاء، بدءً من تقديم الدعم العاطفي وبناء ثقتنا في أنفسنا والتخلص من الوحدة إلى تحفيزنا على تحقيق أهدافنا في الحياة. حتى في بحث لجامعة هارفرد أقاد بأن تكوين علاقات مع الاخرين قد يخفف من التواتر لدينا كون الجسم سينتج كميات أقل من هرمون الكورتيزول والمسبب لارتفاع الضغط.
لذا الصداقة مهمة ولكن الأمر يعتمد على كيفية اختيارنا للأصدقاء، هل نختار الصديق الداعم لنا حقًا أم من يثبط من معنوياتنا ويلقى بحياتنا في الهاوية. والأمر ليس معتمد على كم صديق لنا؟ فالاعداد ليست المقياس الحقيقي الذي يمكننا أن نقول بأننا حقًا نمتلك أصدقاء.
أدرك بأن هنالك أشخاص انطوائئين وربما أنا منهم ولكن لا أزعم بأنني ليس لدي أصدقاء وإن كان العديد قليل جدًا، علاوة على ذلك العدد يقل كلما كبرنا في العمر
ولكن الأمر يعتمد على كيفية اختيارنا للأصدقاء
استعدت قائمة أصدقائي (أصدقائي هنا تعني تلك الرابطة التي تقارب أو تفوق الأخوّة أحيانًا، ليس الزملاء ولا المعارف ولا الأقارب) التي لا تتخطى تعداد أصابع اليد الواحدة، وجدت أني لم أخترهم في الواقع، التشابه الكبير بيننا أدى لتوليد ألفة وراحة نفسية ومساحة واسعة من المشاركة.
وعلى النقيض قابلت العديد من الأشخاص الجيدين جدًا بل ربما أفضل مني بكثير ولكن لم يحدث أننا صرنا أصدقاء، فقط معارف، رغم محاولات التقارب لكن هذا لم يحدث.
بالتالي أتساءل، هل فعلًا نختار الأصدقاء؟ وإذا كان الاختيار بالمطنق البحت، فلماذا لم أجد ذلك التوافق ينطبق بمنطقه على من حدثتك عنهم؟
إنها العلاقة التي نعد مسؤولين عنها بنسبة 100% يا صديقي. إنها أولى اختياراتنا في الحياة، حيث أنها التجربة التي دفعتنا إلى التعرّف على شخص من خارج العائلة. وعليه، فقد مررنا بالعديد من الذكريات التي صنعناها بأنفسنا في هذا الصدد. لذلك لا أرى أي مجال للتقليل من فكرة الصداقة. إنها إحدى أبرز العلاقات الإنسانية على الإطلاق، تلك التي تقوم على اختيار الإنسان. من هنا، يجب علينا أن نلوم أنفسنا أوّلًا إذا ما صدمنا في الصديق، لأن خياراتنا -بمسؤوليتنا فقط- هي التي تؤدّي بنا إلى هذه النوعية من الأشخاص.
الصداقات غذاء للروح، تكوين علاقة صداقة واحدة صحية يمكنها تحسين نظرة الانسان للواقع بشكل كبير، والكلام هنا عن الصداقة الحقيقية التي تكون أٌلفة ليست مجرد زمالة او معرفة، الصديق الحقيقي يمكنه أن يؤثر علي نظرتنا للأشياء، ودعمه في أوقات ضعف الانسان يمكنه أن يتخطى به المرء كل الصعاب.
لذلك يجب أن يحدد الانسان أولوياته في معارفه وينتقي منهم أصدقاء له بدقة، لأنه حتمًا سيحتاج إلى صديق في وقت ما حتى لو أظهرت له نفسه عكس ذلك
التعليقات