لم يعجبهم مشروعك.. كيف سيكون ردّك عند فشل عرض فكرتك؟
لم يعجبهم مشروعك.. كيف سيكون ردّك عند فشل عرض فكرتك؟
لدي العديد من التجارب بهذا الخصوص, مرة قدمت فكرة لمنظمة تعنى بتمويل المشاريع, وقد كانت لجنة مكونة من بضعة أفراد, فأحدهم كان من ذاك النوع اللطيف وبدأ يمدحني ويتمنى لي التوفيق, فأخذ الكلمة شخص عملي أكثر وقال لي أن مشروعي فاشل وفكرة مكررة وغير ابتكارية و و و و وقد شرح لي لماذا هي فكرة فاشلة. فشكرته على صراحته وشرحه الذي أفادني, لأنني أفضل أن يخبرني بشكل مباشر وبتفصيل على أن يلف ويدور ويمدح مما يعطيني انطباعا كاذبا حول جدوى الفكرة, أو يبدأ يدعو لي بالتوفيق والله يسهل والله يعطيك وكأنني أتسول.
أنني أفضل أن يخبرني بشكل مباشر وبتفصيل على أن يلف ويدور ويمدح مما يعطيني انطباعا كاذبا حول جدوى الفكرة, أو يبدأ يدعو لي بالتوفيق والله يسهل والله يعطيك وكأنني أتسول.
رائعة هذه العقلية يا جواد. تحمينا من العديد من الأمور، وعلى الأقل تجعلنا نستقبل الصدمات بصور أكثر مرونة. وبالإضافة إلى ذلك، أتفهّم جدًّا فكرة مقتك لهذه الفئة التي ذكرتها أخيرًا، والتي تسعى إلى التعامل بدونية مع الأفكار لكن بذوق. هذا التناقض يبدو غير مهنيًّا لذوي العقليات المشابهة لعقليّتك، ممّن يدركون انهم فعلًا ربما يكونوا قد سهوا عن تفاصيل معيّنة ويرغبون في الاستفادة من النقد الحقيقي للعمل على تطويرها وتصحيح مسارها.
فشل عرض الفكرة لا يعني أبدًا الفشل الحقيقي أو القيمة الصفرية، فيمكن للصفر أو يوضع أمام الرقم و يضفي له قيمة أخرى!
و فشل عرض الفكرة لابد أن يدفعك للتطوير من الفكرة المطروحة، و التفكير مليا قبل إخراجها للحياة. لكن لابد من الاهتمام بالنقد غير الجارح و عدم الاستصغار و التقليل من قيمة الفكرة المطروحة أبدًا. مع التشديد على فكرة التطوير و عدم أخذ الفكرة أو الرد الناقد على محمل سيء، و اعتبار النقد بناء قدر المستطاع.
جميعنا مررنا بتجارب مختلفة و متعددة، منها المبني على العنصرية و منها المبني على النقد الجارح و منها فقط المبني على مجرد الرفض لكون الفكرة بالفعل غير مناسبة و لن تدفع للتطوير بعد طرحها.
إذن من الممكن أن تكمن الأزمة الحقيقيّة في عرضنا! كي أكون صريحًا يا رهف، لم أستعرض الأمر من هذه الجهة على الإطلاق. فقد أشرتي إلى نقطة في غاية الأهمية، وكانت بمثابة نقطة عمياء بالنسبة إليّ إن صحّ التعبير.
وعليه، يطرح منظورك المزيد من الخبايا حول الفكرة نفسها، فمن الممكن أن نكون نحن السبب الحقيقي لفشل مشروعنا لمجرّد أنّنا فشلنا في عرضه بالطريقة الصحيحة. لكن من جهةٍ أخرى، الأمر بهذه الكيفيّة يزداد صعوبة يا رهف. لأنني لا أستطيع اكتشاف الخطوات الفعليّة لتحسين ذلك. كيف يمكنني إدراك أن السبب الحقيقي في رفض المشروع هو عرضه، لا المشروع نفسه؟ وبمن أستعين لتحسين طريقة عرضي لأفكاري؟
كيف يمكنني إدراك أن السبب الحقيقي في رفض المشروع هو عرضه، لا المشروع نفسه؟
هل العرض مترافق مع امكانيات المشروع؟ هل العرض قابل للتطوير فيما بعد أم أنه سيبنى ثم يتحول إلى حائط سد لا تطور بعده و كأنه حجر الإسم على قبر أحدهم؟ كما أضيف لهذا كون طبيعة العرض قابلة للتنفيذ على أرض الواقع أم لا بجانب تقبل السوق لها و البيئة المحيطة كذلك.
وبمن أستعين لتحسين طريقة عرضي لأفكاري؟
استعن بمن تثق به من مجالك، و اسعى دائمًا لتفنيد عروضك ممسكًا بالورقة و القلم و وضع الاحتمالات، إذا تمت الموافقة من أين سأبدأ؟ إذا بدأت من كذا إلى أين سأذهب بعدها؟ هل هذا الطريق مسدود أم أنه قابل للتطوير و البناء؟
كما يمكنك مراقبة طريقة عرض العروض المطروحة في مختلف المجالات سواء المكتوبة أم المصورة على اليوتيوب كذلك.
في النهاية أنت المستفيد!
الأتيكيفوبيا، أو بما يُعرف بخوف التعرّض للفشل، هذه الفوبيا تقيّد الكثير من الناس فعلاً في العالم وتجعلهم غير قادرين على الإقدام على عرض فكرة للحصول على تمويل، أو ينهارون بعد فشل مفاجئ في استعراض الفكرة والحصول على نتائج سلبية. لذلك أستطيع القول بأنّ على الشخص وخاصة الصنف القلق من البشر أن يعتني بوضع استراتيجية حقيقة للخروج من أزمة الفشل، الإنسان يتوتّر جداً فقط في الطرق المسدودة، أما حين يدخل أمراً فيه plan B فهذا الأمر يريحه، يُشعره أن خسارة الفكرة أو الفشل في استعراضها ليست نهاية للدنيا، يعني أن يدخل وبعقله احتمالية الفشل، هذه الاحتمالية تولّد الثقة، وهذه الخطة الجانبية، أو الاستراتيجية تولّد استمراراً قبل حتى الفشل.
وأن تكون ردّة الفعل المقررة مسبقاً مبنيّة على العقل لا المشاعر، كيف ذلك؟ بأن يقرر الشخص في حال الفشل أن يقوم بالاعتراف بهذا مباشرةً دون تسويف وأن يحلل الأسباب ويكتشف المشاكل في هذا الأمر فعلاً، لماذا قد فشل؟ التفكير بعقلانية يخفف الأثار النفسية بكل تأكيد.
لامشكلة صديقي
لم نولد سوبرمان .. ولا كإينشتاين
وقدراتنا محدودنا بتجاربنا وتكويننا العقلي ..
هناك من افضل مني ومنك ومبدع اكثر وهناك اسوء
إن لم ننجح في الوصول لمستوى معين وتم رفضي
فسأبقى فالمستوى الذي تحته مباشرة وسأمضي أكمل حياتي
أتذكر المرة الأولى التي رفضت فيها في العمل .. كانت الصدمة كبيرة وعميقة ودخلت في إكتئاب ..
ولكن بعدها أكتسبت مناعة وعلمت أنها ليست نهاية الحياة
التعليقات